الوحدة 11-10-2020
الجفاف والهواء.. وعوامل الطقس هم المجرمون اليوم، وإشعال الحرائق في مخلفات الطبيعة في الجبال الساحرة المنسية إلا من أصحابها الذين يتذكرونها عند المحصول
إذ يترك المزارع أرضه طوال العام, وعند البدء بقطف الزيتون, وجمعه يتحرك..
ولأنه يجني محصوله بالضرب على الأغصان بالعصي ليرمي ما حملته من خيرات بالضربة القاضية عند أقدام أمهاتها.. يقوم بتنظيف الأرض مجبراً لا محبة ولا إخلاصاً لأرض تعطي دون مقابل حتى شربة ماء!
يجمع المزارع الأوراق الجافة اليابسة, وبقايا سنة كاملة يحرقها.. ويا دار ما دخلك شر!
كان الشر هذا العام عاماً انتشرت الحرائق, واجتمعت, واتحدت.. يقال أن مؤامرة كونية خلف هذا العمل.. وقد يكون ما يقال حقيقة.. لكن حين تجتمع, وتتوحد الأصابع يصعب ثنيها, كسرها من قبل حاقد, ولئيم..
في مأساة الأمس, واليوم.. اجتمعت عيدان الحطب, واشتعلت.. وكانت الكارثة!
بالمقابل.. اجتمعت الأيادي الطاهرة في محاولة لكبح جماح الموت, والقتل الجماعي لنا.
إذا كان المواطن السوري المحارب منذ سنين طويلة يدافع عن وجوده.. فإن لقمة عيشه اليوم مؤامرة..
وإذا كنا كمواطنين عانينا التهجير, والقتل, والتجويع.. ما نزال نقف في وجه الريح, والنار وفي وجه كل مجرم خائن..
بالأمس وقبله وقبله.. شاهدنا كيف واجه الفلاحون بشجاعة مصيرهم, وكيف احترق شجاع, وهو يحارب ناراً التهمت مزروعاته قبل أن تصل إلى بيته.. حاول لكنها غلبته..
حرائق الغابات, وحقول الزيتون طعام الناس, ومعيشتهم لسنة قادمة قد تكون مفتعلة, وقد نكون يداً في تأجيجها بالتقصير أو الإهمال من إدارات ودوائر ومسؤولين, بالجهل أو من قلة الحيلة والإمكانيات أو سوء تدبير.
لنا الله وأيدينا.. لنا الله وعقولنا النائمة حتى تصحو.. وحتى إشعار آخر.
سعاد سليمان