الوحدة : 4-10-2020
بعد مضي أسبوعين على افتتاح المدارس ووسط ما تم تداوله عن اتخاذ الإجراءات الاحترازية المشددة لحماية التلاميذ والطلاب والإداريين والعاملين في هذه المدارس من خطر فيروس كورونا ومع وضع التعليمات والقرارات العديدة من قبل الوزارات المعنية من صحة وتربية وتعليم لبروتوكول من المفترض والواجب تطبيقه على كافة المدارس والالتزام به لمنع انتشار المرض، فهل تم تطبيق هذه الإجراءات المشددة بشكل فعلي وجدي على أرض الواقع، أم بقيت حبراً على ورق؟!
وهل وفرت المدارس كل متطلبات التعقيم العام والخاص للتلاميذ والصفوف والأثاث؟! وهي جملة المواضيع التي تزداد أهميتها وخاصة بعد ظهور حالات إصابة بالفيروس في بعض المدارس.
الدكتورة وفاء حلوم رئيسة دائرة برامج الصحة العامة بمديرية صحة اللاذقية قالت بأن الدائرة وجهت المراكز الصحية التابعة لهاو البالغ عددها ١٠٧ مراكز والمنتشرة أفقياً في أرجاء المحافظة، وعبر المناطق الصحية بمتابعة الإجراءات والسبل الوقائية المتبعة في المدارس بما يخص جائحة كورونا مؤكدة على ضرورة رفع تقرير أسبوعي إلى المناطق الصحية يتضمن بيانات (اسم المدرسة وتصنيفها واسم المدير ورقم الهاتف الأرضي) والحالات الصحية المسجلة والتدابير المتخذة في حال تم تسجيل اشتباه بأعراض كورونا.
ولملامسة الواقع زارت جريدة الوحدة المركز الصحي في حي الدعتور، مركز الشهيد يوسف جوبان،حيث أشارت الدكتورة فاتن فهد حمدي رئيسة المركز إلى المدارس التابعة لمجال عمل المركز وهي مدرسة الشهيد بسام عباس والشهيد يوسف كوسا ومدرسة الشهيد إبراهيم الأحمد حلقة ثانية ومدرسة الشهيد جهاد ماشي حلقة أولى وثانية للتعليم الأساسي والثانوية ومدرسة الشهيد فيصل فوز مبينة أن كوادر المركز تقوم بزيارات يومية إلى المدارس للاطلاع على كيفية وآلية تطبيق الإجراءات الاحترازية وذلك من خلال متابعة النظافة العامة ونظافة الشعب الصفية والساحة المدرسية ودورات المياه ومراقبة عمل الندوة المدرسية ومدى التزام الكادر الإداري والطلاب بوضع الكمامات والأهم تحقيق التباعد الاجتماعي بين التلاميذ، مضيفة في نهاية كل أسبوع يتم رفع تقرير إلى الإشراف الصحي ومن ثم إلى مديرية الصحة.
ومع انطلاقنا إلى مدارس متعددة لمعرفة رأي التلاميذ وأخذ وجهات نظرهم حول مدى تطبيق الإجراءات الاحترازية ضمن مدارسهم فقد تحدث أغلبهم بعفوية عما يقومون به بشكل عام من لعب وجلوس على المقاعد مبينين أن عدد التلاميذ في الصف هو نفسه في العام الماضي حيث يجلس في المقعد ثلاثة طلاب ولا يوجد أي تباعد بالمسافات بين الطلاب نظراً للكثافة الطلابية ضمن المدرسة، كمالا يوجد معقمات ولا مستلزماتها، وان وجد من يقوم بكنس وجمع الأوساخ بعد نهاية الدوام، كما لا يوجد أية تنبيهات على الالتزام بقواعد الإجراءات الاحترازية والتقيد بها، وقد استفاض بعض التلاميذ بشرحهم بالإشارة إلى أن الإدارة تقوم بعملها وذلك بتنظيف الصفوف بشكل دوري والعناية بالنظافة العامة والحث على الاهتمام بالنظافة الشخصية.
ولعله من الجدير أن نشير هنا إلى رأي الكادر التدريسي والتعليمي في هذه المدارس حيث حدثتنا إحدى معلمات مدرسة الشهيد عمار خليل حلقة أولى وثانية في المشروع التاسع بأن المدرسة دوامين صباحي ومسائي ونظراً للكثافة الطلابية والاكتظاظ فمن الصعب الالتزام بتحقيق التباعد الاجتماعي، ففي كل مقعد يجلس ثلاثة طلاب، ونوهت إلى أنه لا يوجد في المدرسة أية قاعة مخصصة للمعلمات، والمدرسة بحاجة إلى ملحق مدرسي ثان نظراً لما تشهده من كثافة طلابية مع بداية كل عام، نتمنى دراسة جدوى هذه المطالب.
كما وذكر مهران حميدوش مدير مدرسة الشهيد غسان زوان حلقة ثانية في حي الدعتور أن عدد طلاب المدرسة قد تجاوز ال٢٠٠٠ طالب وأمام هذا العدد الكبير يستحيل تحقيق التباعد الاجتماعي الطلابي، لافتاً إلى ورود تعميم من قبل مدير الصحة والتربية يتضمن تكليف مشرفين فنيين صحيين من الفائض الإداري حيث تم تكليف مشرفة صحية في الحلقة الأولى ومشرفة في الحلقة الثانية، وتم تنفيذ التعليمات بشكل مباشر وفوري مع اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة حيال ذلك وتحقيق التباعد الطلابي في الساحة والمحافظة على النظافة ومراقبتها بشكل دائم وتوجيه الإرشادات بضرورة غسل اليدين، علماً أن المشرفين سيخضعون لدورة إشراف صحي في جميع المدارس، وأكد بأن الإجراءات الوقائية مستمرة بتعقيم الشعب الصفية والساحة، والتأكيد على الطلاب بضرورة اصطحاب عبوة مائية التي تعتبر خطوة آمنة للحفاظ على صحة الطالب، لافتاً إلى معاناة المدرسة من عدم انتظام المياه نتيجة التقنين الكهربائي الذي يتزامن مع عملية ضخ المياه، فالمدرسة تابعة صحياً للمركز الصحي في الدعتور الذي يزود المدرسة بمياه الكلور شريطة أن تكون خزانات المدرسة ممتلئة بالمياه، ومع هذا وذاك نحاول ضمن الإمكانيات المتاحة.
وفي مدرسة الشهيد إبراهيم علي الأحمد للتعليم الأساسي حلقة أولى في حي الدعتور ذكر مدير المدرسة عماد الدين محمود حسن بأن اتخاذ الإجراءات الوقائية مستمرة من أعمال ا ولنظافة في الشعب الصفية والمقاعد وساحة المدرسة وتنظيف الحمامات وخزانات المياه وتعقيمها والإدارة ملتزمة بها حرصاً على سلامة التلاميذ وأضاف أن عدد الشعب الصفية بلغ ٢١ شعبة بعدد طلاب يتراوح وسطياً ما بين ال٣٤- ٣٨ طالباً وطالبة الأمر الذي حقق التباعد الاجتماعي ففي كل مقعد طالبان فقط، ومع حلول فصل الخريف والتباين بدرجات الحرارة تظهر بعض حالات البرد وهنا يتم إبلاغ المركز الصحي أو الاتصال بذوي الطالب لإبقائه في المنزل ريثما تتحسن حالته الصحية.
كما حدثتنا فيكتوريا لبس مديرة مدرسة غسان حرفوش في حي الأميركان بأنه تم اتخاذ الإجراءات الاحترازية ضمن المدرسة فقد تم استبدال خزانات المياه القديمة بأخرى جديدة، ونقوم بشكل أسبوعي بتعقيم الصفوف وتوجيه الإرشادات إلى التلاميذ للاستفادة منها وتوعيتهم بشكل مستمر، وتم افتتاح بعض الشعب الصفية بحيث يستوعب كل صف ٣١ طالبة، ونوهت إلى أنه باجتهاد شخصي من الكادر التدريسي قمنا بتأمين مستلزمات التعقيم والنظافة للمدرسة حرصاً منا على متابعة الإجراءات الاحترازية.
ومما يلفت النظر أثناء الجولة الأوساخ والقمامة وانتشار الروائح الكريهة بالقرب من المدارس على سبيل المثال بالقرب من مدرسة سمير ياسين في مشروع ياسين وفي مشروع البعث الحال لا يخلوا من ذلك، وكذلك أمام تجمع المدارس في حي قنينص ومدرسة الصناعة في المشروع الخامس حيث الأوساخ لا تسر عين الناظر لها وهي بحاجة إلى إجراءات للوقاية من أخطارها على صحة التلاميذ والطلاب.
وزرنا بعض المدارس في أحياء المدينة منها مدرسة الشهيد سهيل أبو الشملات في حي الزراعة حيث لفتت مديرة المدرسة أحلام صالح الى قيام المدرسة بالتعقيم اليومي بعد نهاية الدوام وتأمين مياه الشرب النظيفة واستخدام الصابون والمعقمات بشكل دائم، واتخاذ كافة التعليمات بالتباعد الاجتماعي في الصفوف، كما وقامت بافتتاح شعب صفية جديدة لاستيعاب الفائض من باقي الشعب، وتوجيه ملاحظات بشكل دائم من قبل المرشدة الصحية بمتابعة النظافة الشخصية للطالبات، و تحقيق التباعد المكاني ضمن الفرصة، كما تم تعقيم الحمامات والمغاسل والخزانات وكل نهاية أسبوع نقوم بتعقيم كافة الشعب الصفية، كما تم إحضار مقاعد جديدة وإجراء صيانة للمدرسة.
وحدثتنا مديرة مدرسة الشهيد بديع زيني أوسيمة علوني في حي البعث عما تقوم به المدرسة بشكل يومي من تعقيم للمدرسة واهتمام بالنظافة وترحيل للأوساخ بعد نهاية كل دوام، و بشطف للمدرسة كل سبت، وافتتاح شعب صفية لاستيعاب التلاميذ وفقاً للتباعد الاجتماعي، حيث استقبلنا الأمانة العامة للتنمية التي قامت بالكشف الميداني على المدرسة بما فيها الصفوف والحمامات وخزانات المياه وتم صيانة بعضها مع القيام بتوجيه الإرشادات اليومية للطلبة وحثهم على العناية بالنظافة العامة وتحسين مظهرهم وتقديم النصائح الصحية لهم.
بثينة منى – يسرا أحمد