الوحدة : 4-10-202
أخذ فيروس كورونا لقب الأكثر سوءاً وخطورة وانتشاراً على مستوى العالم بين كل الأحداث السيئة التي حصلت هذا العام ، ورغم كل الاحتياطات اللازمة والإجراءات الاحترازية التي قام بها الجميع على المستوى الفردي أو الحكومي مازالت اعداد المصابين بالفيروس في تزايد، وبعد مضي نحو الشهر على افتتاح المدارس وتخوف بعض الأهالي من إرسال أبنائهم إلى مدارسهم خوفاً من العدوى، وعن الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها لضمان صحة وسلامة الأبناء في مدارسهم والحد ما أمكن من انتشاره وحول البروتوكول الصحي المتبع كان لنا بعض اللقاءات في منطقة القرداحة للاطلاع على الواقع ميدانياً.
السيدة عهيدة عبدالله مديرة مدرسة السابع من نيسان الابتدائية في القرداحة قالت:
التزمنا في المدرسة من أول دوامنا في الأسبوع الإداري بكافة التجهيزات والاحتياطات لمواجهة الجائحة على سورية وذلك من خلال التنظيف والتعقيم المستمر وتقديم بروشورات توعية للتلاميذ اثناء توزيع الكتب، وحول الحمامات والمغاسل في المدرسة أشارت بان الحمامات الخارجية خارج الخدمة بينما الحمامات الداخلية جاهزة ومعقمة بشكل مستمر مع وجود الصابون والمعقم، بالإضافة إلى أننا نقوم بتعقيم المدرسة يومياً بعد خروج التلاميذ حرصاً على صحتهم وسلامتهم حيث قمنا بالتعاون فيما بيننا كإدارة ومعلمات بشراء كلور بودرة من حسابنا الشخصي لزيادة التعقيم واستمراره على مدى الأيام القادمة، وأضافت: بصراحة نشهد التزام ووعي التلاميذ مع أولياء الأمور أثناء الحضور للمدرسة وأثناء الانصراف لمواجهة جائحة كورونا، وقد وصلت نسبة الدوام في المدرسة إلى ما يزيد عن ٩٠٪ .
الآنسة عفراء صالح معلمة صف سادس أعربت عن تفاؤلها باهتمام التلاميذ واستقبال المدرسة دون اي خوف وأوضحت من خلال مادة العلوم للصف السادس اهمية الوقاية والتقيد بالإجراءات الاحترازية مع استمرار العملية التعليمية من خلال بعض الشرح والبروشورات والرسومات التي أعدها الأطفال انفسهم في هذا المجال.
السيدة هلا حبيب مديرة ثانوية مصطفى عبد الرزاق جديد في القرداحة قالت: قمنا باتخاذ إجراءات فعلية على أرض الواقع كتنظيف خزانات المدرسة وتعقيمها وتعقيم المدرسة بشكل يومي ودائم حيث قمنا بشراء المعقمات على حسابنا الشخصي بالإضافة الى العمل على تعزيز السلوك الصحي لدى التلاميذ منذ اليوم الأول للدوام والإرشادات والتوعية الدائمة واستخدام مواد التعقيم والماء والصابون مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي قدر المستطاع، وأضافت يوجد في المدرسة نحو ٥٥٠ طالباً أي بمعدل ٥٠ طالباً في الشعبة الواحدة ولكن الطلاب في هذه المرحلة عندهم وعي كبير وإدراك كافي حيث يتقيد أغلبهم بلبس الكمامات والنظافة الشخصية والتعقيم طوال فترة الدروس ونوهت الى التعاون الدائم ما بين رئاسة المنطقة الصحية والصحة المدرسية مع المدرسة لإيصال الرسالة الأهم للطلاب بأهمية اتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية للتصدي للفيروس.
السيدة بثينة إبراهيم مديرة مدرسة الشهيد مياس عزيز محلا في قرية بتنبول قالت: المدرسة مستأجرة ولا يوجد فيها حمامات ولا مغاسل وشاركنا الحديث بعض أولياء الأمور والمعلمات في المدرسة اللاتي يعانين من الكثير من الصعوبات في ظل هذه الظروف إذ أن المدرسة بكاملها مجرد غرفتين قديمتين صغيرتين يتم فيهما جمع كل صفين مع بعضهما، ولا تتوافر فيها أبسط الشروط الصحية للتلاميذ والمعلمات معاً حيث لا تتوفر المياه ولا دورة مياه ولا مواد تنظيف إلا بجهد شخصي منهن، وأشارت السيدة بثينة إلى تواصل المركز الصحي الدائم معها وسؤالها بشكل دائم عن اية اعراض على الأطفال.
الأستاذ ياسر شحادة أكد أيضا ًإنه لم يصل مدرسته من دعم لمحاربة الجائحة سوى ٤ لترات من الكلور وبقية التفاصيل مجهود شخصي من الإدارة والمعلمين والأولياء من خلال التوجيهات والإرشادات المستمرة بضرورة الحرص و الاهتمام بالنظافة.
الدكتور غسان مرعي رئيس مركز الصحة المدرسية في القرداحة والذي أخبرنا بأنه تم القيام بزيارة قسم من المدارس وتم الإشراف على تعقيمها وتنظيف وتعقيم الخزانات فيها، كذلك تم الإشراف على توزيع مادة الكلور بمعدل ٤ لترات لكل مدرسة مع المضخة الخاصة بالرش ايضاً لبعض المدارس كذلك تم توزيع ١٥ صابونة للمغاسل لكل مدرسة.
الدكتور بهجت أسعد رئيس المنطقة الصحية بالقرداحة أجابنا خلال لقائنا به وسؤاله عن تعاون المنطقة الصحية بمراكزها مع المدارس حول الإجراءات الاحترازية والوقائية المتبعة للتصدي لفيروس كورونا وعن إجراءات البروتوكول الصحي وفريق الترصد ضمن المنطقة بأنه تم التوجيه من قبل مديرية الصحة (دائرة البرامج العامة) قبل افتتاح المدارس بمتابعة وضع المدارس بشكل يومي عن طريق رؤساء المراكز والمثقفات الصحيات في المراكز الصحية حيث تم توزيع مدارس المنطقة على المراكز الصحية، ونحن بدورنا كرئاسة منطقة صحية قمنا بتوجيه رؤساء المراكز والمثقفات الصحيات برصد الواقع الصحي لطلاب المدارس بحيث أن كل مركز تتبع له عدة مدارس سواء بالزيارات الميدانية للمدارس أو بالتواصل مع المشرف الصحي في المدرسة، والمدارس التي لا يوجد فيها مشرف صحي يتم التواصل مع المدير.
وأضاف: أنا بدوري كرئيس منطقة صحية تواصلت مع مدير المجمع التربوي بالقرداحة والذي بدوره أعطى توجيهاته للسادة مديري المدارس بالتعاون معنا والإخبار عن أي حالة مشتبهة اما للمركز الصحي التي تتبع المدرسة له أو لرئاسة المنطقة.
وأضاف: يوجد في المنطقة الصحية فريق تقصي وبائي يقوم أيضاً بجولات على المدارس للاطلاع على الواقع الصحي ودورات المياه والمغاسل والنظافة بشكل عام وبنهاية كل يوم نرفع تقريراً يومياً عن كل مدارس المنطقة إلى مديرية الصحة.
وأضاف دكتور أسعد إنه إذا أخبرنا أحد المديرين عن وجود أية حالة اشتباه يقوم فريق التقصي فوراً بالتوجه إلى المدرسة ورصد الحالة وإذا لوحظ اية أعراض تحال إلى المشفى لإجراء التحاليل والصور اللازمة ويتم تقييم الحالة من قبل طبيب صدرية معتمد في كل مشفى حكومي، مؤكداً أنه لم يرد أي حالة اشتباه فيما يخص المدارس إلى المنطقة حتى تاريخه ولافتاً أنه يتم التأكيد أثناء الزيارات المنزلية على الإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات واستعمال الماء والصابون بشكل دائم.
في الختام لابد من التأكيد على ضرورة الاهتمام بمدارس الريف وتوفير بعض الخدمات الضرورية لها وأهمها الماء والمغاسل ودورات المياه لنقول فعلاً أننا حققنا إنجازاً في خطوات التصدي للفيروس اللعين قبل أن يفتك بصحة أبنائنا ومنهم للمجتمع بكامله.
سناء ديب