الوحدة: 31- 8- 2020
عاجلني الرحيل، ذهبتُ بلا توديع, وقفتُ في قرص الشمس, أذوّب ملح أيّامي, وأحمل أتعابي كانت دمائي تفيض في شرايينها, وكلماتي تتعثّر على شفتّي, وأنا ماضٍ في الزحام…
×××
على منعطف العمر وقفت، شوقي به دفقةٌ من حليب الرضاعة.. قافلة من الذكريات جثت على باب ذاكرتي, وراحت تطرق عمري الشائك.
كانت أوراق المطر تتناثر, تتبعثر في خصل شعرٍ ليليّة, تتأرجح موسيقا تنداح على مهوى حلم أردته ناصع البياض، فرحت أبحث عن ذاتي, حاملاً مناديل أشواقي أوزّعها على أرصفة الزواريب التي عايشتها..
×××
رحت أمشي في اللا مكان تصحبني قهقهات رعديّة وبروقٌ نازفة.
ريح, مطر وعويل شرايين هي زوادتي في سفر العمر, ولكم أدهشني الصمت من حولي, فجرّبْت الصراخ، لكن صوتي كان أعجز من أن يغادر حنجرتي..
وإمّا أدركت أن فمي صار بخيل الكلمات, توقفت أصغي إلى حشرجات الحصى وهي تلجّ في شفاه الجدول, فأضحت أشواقي مصلوبة على حيطان الحنين المهاجر.
×××
دروبي متعبة النبض، والموانئ أغلقت بواباتها, فراحت خطواتي تتكسر فيما بينها مهيضة الجناح, وقد أخذت تغرق في صديد الهشاشة بعد أن شاخت بأضلاعها العافية, وراحت تكسوني بشالٍ ممزق من الخواطر المهاجرة.
×××
حافياً يرقص صوتي، وكنت أمشي وتمشين معي، وكنت أعرف أنك في قفص القلب بداية حلم جميل وكلما تساءلت، تهرب الأسئلة من دمي، ولكم رجوت ساعتها وتمنيت لو يسقط المطر فيبلل الذاكرة المنهوبة، ويفتح نوافذ الفجر, فأمضي مثل موجة مجنونة.
×××
موجٌ من الخضرة يعدو في صحراء الشمس, يعلو ويعلو يرسم قباب طفولتي وليودعني قارباً من حنين أشرع صواريه مع الصباح المطير.
سيف الدين الراعي