وقال البحر.. أهيَ عابرة؟

الوحدة: 24-8 -2020

 

تجلس وحيدة على مقعدها وهو وحيد على المقعد المواجه لها. ينظر إلى ساعته كأنه ينتظر موعداً، يملأ أذنيه صوت الحب الذي انبعث من البدء ويبقى إلى الأبد.

تمتدُ عيناه إلى باب الحديقة ثم ترتدّان إلى الفتاة، وجه مشرق ساحر، شعر قصير وعينان تلتمعان. إنّها تنطوي على أسرارها، وفتنتها تخرج كتاباً يتراءى له عنوانه، يبتسم قليلاً أما هي فرفعت نظراتها تبعث رسائل عذبة، تنساب في شرايينه، تعود به أفكاره إلى مثل هذا اليوم في الأسبوع الماضي، أرادت صديقته أن تقيّده بإعلان خطبته لها واتهمته أنه يطارد النساء.

هو يرى أن علاقته بها كالغرسة الغضة تنمو شيئاً فشيئاً، يشتدّ الساق ينمو الفرع متجهاً نحو النور، وينمو فرع آخر وآخر تلوح براعم تتحول إلى ثمار. تلك الصديقة نسمة ناعمة، وحين تغضب تغدو ريحاً عاتية. إنها زهرة رقيقة وحين تغار تصبح شوكة حادة، فتنذره عيناها الملتهبتان بعاصفة هوجاء.

 * * *

جئتَ الحديقة لعلك تستطيع إيضاح ما جرى في تلك الأمسية، وتفسير تشجيعك لتلك الأديبة الشابة. أكدت صديقتك أنها لا تغفر لك كلمة تستقبلها سواها، ولا تسامحك على ابتسامة صغيرة تمنحها امرأة أخرى تغار من كتبك وأصدقائك والمعجبات بك!

ماذا يحدث لو تزوجتها؟ تحمل علاقاتك المنفتحة بذور الغيرة والافتراق. تحمل الجراح الغائرة والآمال المراوغة. لا بد أن هذه المرأة أوجعتها حكايات حب خائبة، بدأت تنظر بحذر إلى علاقة جديدة. أصبحت تشك في كلماتك ولمحاتك.

إنّها واحدة من الكثيرات اللواتي عرفتَ مشاعرهن وأسرارهن.

عاشت طويلاً ما بين الوعد والوعد، ما بين الأمنية والحزن.

وتخاف أن تمضي في السراب، وتضيع في ثنايا الغيرة وفي الانتظار المضني، واللهفة المحمومة تخاف أن تكون عابرة في حياتك.

 عزيز نصّار

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار