جنـــون أســــعار وســباق محــموم لقـــهر المســـــتهلك

العدد: 9550

الاحد:15-3-2020

 

صحيح أن الأسعار عموماً في صعود ولا يكاد المستهلك يشتري السلعة مرتين بنفس السعر حتى ولو الفارق بين الشراءين ساعات قليلة، قد يكون هناك من يبرر هذا الارتفاع لا سيما إن كانت المواد مستوردة ولكن الأمر الذي لا يقبله المستهلك هو الارتفاع الكبير والسريع والمبالغ فيه لأسعار المنتجات المحلية وعلى رأسها الخضار والفاكهة والحليب والبيض والفروج واللحوم الحمراء واللافت أيضاً توالي ارتفاعها وكأنها في سباق مع الزمن تغمز للمستهلك مومئة له أنك لن تستطيع الحصول علي إلا بشق الأنفس، ولعل المفارقة الأهم تفاوت الأسعار بين منطقة وأخرى وبين حي وآخر وربما بين محل ومحل مجاور له ولا حسيب ولا رقيب رغم تصريحات حماية المستهلك بتأكيد المتابعة وتشديد الرقابة وتحديداً موضوع الاسعار والحقيقة خلاف ذلك.

أسعار هذا الموسم سجلت أرقاماً قياسية صارت مثار تندر في بعض الأحيان حيث تجاوز سعر البصل سعر الموز وأسعار التفاح كانت لها الصدارة في هذا الشتاء كما وصل سعر كيلو الخيار لأكثر من 800 ليرة، كما أن العديد من الخضار قد قاربت هذا السعر متل الباذنجان والكوسا حيث وصل سعر الكوسا إلى 900 ليرة.
*صاحب محل خضار قال: سعر البرتقال أصبح 700ليرة والماوردي 450 بعد أن كان 250 ويعود السبب لذلك إلى تصدير البرتقال للعراق والدول الصديقة مما سبب ارتفاع أسعاره، ويضيف صاحب المحل: صحيح أن العديد من الخضار والفواكه ارتفعت ولكن هناك أنواعاً بقيت محافظة على سعرها نوعاً ما كالملفوف والزهرة.
* بائع آخر أضاف: هناك خضار ليست في موسمها لذلك نلاحظ ارتفاعها كالخيار والتفاح وغيرهما، فهذه الخضار تزرع في البيوت البلاستيكية بكميات قليلة، لذلك هناك كلف إضافية تدفع لزراعتها يضاف لها تكاليف النقل، بينما نجد أن بعض الخضار كالزهرة والملفوف أسعارها مقبولة لأنها في موسمها الآن كما أنها تزرع في ريف دمشق ودرعا ولا تحتاج لكلفة نقل.
* وترى أم خالد أن ارتفاع الأسعار الذي يشعر به المواطن يعود إلى قلة الدخل، إضافة إلى أن بعض باعة المفرق يستغلون الظروف ويبيعون بأسعار مرتفعة مقارنة بسوق الهال، فعلينا أن نتحمل قليلاً فنحن في ظروف صعبة.
ببن نارين
وهنا نجد أن الجهات المعنية أمام خيارين كلاهما مر فهي إن سمحت بالتصدير ارتفعت الأسعار المحلية واشتكى المستهلك وإن لم تفعل اشتكى المنتج من كساد المنتجات وعدم وجود أسواق تصريف لها من جانب آخر نجد كيف تعالت الأصوات منددة بقرار السماح باستيراد البطاطا وضرورة أن تعمل الوزارة على منع استيراد المواد التي تنتج محلياً.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار المواد الغذائية عموماً إلا أن الخضار والفواكه يبقى الفرق كبير بين سعر المنتج وسعر المستهلك بحيث يصل سعر كيلو الخضار أو الفاكهة إلى ثلاثة أضعاف أو أربعة أضعاف السعر الذي باع فيه المزارع، وهذه الفجوة لم تجد معها محاولات التدخل الإيجابي ولا أشكال الرقابة أو المتابعة، كما أن تكلفة الإنتاج باتت مرتفعة الأمر الذي يدفع المزارع للبيع بسعر أعلى لتغطية تكاليف الإنتاج لاسيما مع ارتفاع سعر الأسمدة والأدوية الزراعية وأجور النقل ومستلزمات التدفئة شتاء لاسيما الزراعات المحمية.
في مدينة اللاذقية زرنا عدداً من الأسواق الشعبية حيث تتفاوت الأسعار ضمن هذه الاسواق وفيما بينها، على سبيل المثال معروضات المحال التجارية على سبيل المثال في سوق الريجي أو الغافقي هي أعلى من مثيلاتها على البسطة في ذات السوق في حين نجد سعر سوق أوغاريت أعلى من سعر سوق الرمل الجنوبي أو سوق السكنتوري وأهم ما يميز سوق السكنتوري أن البيع والشراء على ذوق الزبون حيث يسمح له البائع باختيار مشترياته بيده وقلما نجد مثل هذه الظاهرة في الأسواق الأخرى.
البيض واللحوم
وبالانتقال الى أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء والبيض نجد أنها شهدت ارتفاعاً كبيراً في الأسعار وقد أوعز رئيس لجنة الدواجن في غرفة زراعة اللاذقية صديق سالوخة إلى الارتفاع الكبير في أسعار المواد العلفية وخاصة (الذرة الصفراء وفول الصويا) ما انعكس سلباً على العملية الإنتاجية وبالتالي انخفاض العرض وازدياد الطلب على المادة ولفت أيضاً إلى زيادة التكلفة شتاء عما هي صيفا وارتفاع سعر الأدوية ومستلزمات الإنتاج ومتطلبات التدفئة.
وبلغ سعر صحن بيض المائدة 1800 ليرة سورية وكيلو الفروج المذبوح والمنظف 2100 ليرة والفخذ ١٥٠٠ ليرة.
أما اللحوم الحمراء فقد وصل سعر كيلو لحم العجل إلى ٨ آلاف وهناك محال تبيعه بأقل من ذلك بألف ليرة وأكثر، أما سعر لحم الغنم فقد تجاوز ١٣ ألف ليرة سورية للكليو غرام الواحد وعند سؤال عبد الله خديجة من جمعية اللحامين حول سبب هذا الارتفاع أوضح أن التهريب الذي أتى على الأخضر واليابس من الأغنام السورية المطلوبة في مختلف الأسواق ورغم قرارات منع التصدير إلا أن عمليات التهريب لا تزال مستمرة وعندما ينخفض العرض يزيد الطلب ترتفع الأسواق وضمن متوالية حسابية عند ارتفاع سعر لحم الغنم سيرتفع سعر لحم العجل ويتبعه ارتفاع في سعر الفروج ناهيك عن الأسباب الخاصة بكل مادة على حدة.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار