مياه الشرب.. قلّت في الشتاء فماذا عن الصيف وما علاقة الكهرباء؟قرى ريف القرداحة: ساعتا ضخ كل ثلاثة أو أربعة أيام!

العدد: 9540

الاحد:1-3-2020

 

من الأزل، ارتبط وجود المياه بالحياة، فأينما وجدت المياه وجدت الحياة الكريمة والمستقرة، وكونها أهم حاجات الإنسان الأساسية، فالدولة تسعى عبر المؤسسة العامة لمياه الشرب إلى إيصال مياه الشرب إلى كل حي وبيت وحتى أبعد القرى الجبلية ومع ذلك فالكثير من الهموم والعوائق تترافق مع عملية ضخ المياه وخاصة في ظل هذا الحصار الاقتصادي على البلد وهذه الظروف الصعبة من انقطاع الكهرباء لفترات طويلة وعدم توفر المحروقات والوقود اللازم بشكل دائم ومستمر لتشغيل مضخات المياه المتواجدة على الآبار والينابيع وتوزيعها بشكل عادل على المواطنين بالإضافة إلى عدم توافر الامكانيات المادية والموازنات المالية لاستبدال شبكات المياه القديمة في كثير من الأماكن، ووضع ريف القرداحة شبيه إلى حد ما بكل ريف اللاذقية الجبلي من حيث توفر المياه وصعوبة الضخ وقدم الشبكة والعديد من العوائق الأخرى التي حدثنا عنها الأهالي كل في قريته.

* ففي قرية بكراما قال السيد أمجد سلامة: في قرية بكراما العديد من الينابيع التي تكفي حاجة القرية وتزيد ولكن تكمن مشكلتنا في تلوث هذه الينابيع نتيجة سوء تنفيذ مشروع الصرف الصحي الذي يخدم مجموعة قرى ويمر فوق حوالى عشرين نبعاً ولكن عندما تم طمر بواري الصرف بالتركس وكانت إسمنتية تكسر الكثير من البواري منذ اللحظات الأولى لردم المشروع حتى ومع مرور الأيام تلوثت الينابيع والسدة الموجودة في قرية بكراما حتى أن محطة المعالجة الموجودة في القرية والتي كلفت الدولة الملايين لتنفيذها لتخدم هذا المحور بالكامل لا يصلها أي شيء من الصرف وكله يتسرب في النهر والأراضي وبالقرب من الينابيع، وعدونا كثيراً بتسوية الوضع وأخبرونا أن إحدى المنظمات الدولية تبرعت ببواري البولي لكن البلدية لم تستطع تنفيذ المشروع واستبدال البواري القديمة بالجديدة لأن تكلفة المشروع يحتاج إلى موازنات ضخمة لا تملكها البلدية، وكل مسؤولي المحافظة بصورة وضع مياه الشرب والصرف في قريتنا وجاءت الكثير من اللجان للاطلاع على أرض الواقع دون أن يغيروا أي شيء فيه للأسف حتى هذا الوقت.
* ومن قرية كفلوزين التابعة لبلدية نيننتي قال السيد بسام علي: نحن نتبع لوحدة مياه ريف جبلة ومنذ أكثر من أربع سنوات ونحن نقدم الطلبات ونطرح مشكلتنا في كل الاجتماعات حيث تكمن مشكلتنا في أن بواري شبكة المياه الممدة منذ كانت القرية لا تتجاوز عشرين منزلاً ذات قطر صغير ومسطومة بفعل المياه الكلسية والترسبات وتحتاج للاستبدال ببواري ذات قطر أكبر وخاصة أن القرية توسعت وصار فيها أكثر من خمسين منزلاً وجميعهم يعانون من قلة الماء ويضطرون لدفع أجور نقل المياه من بئر في نفس القرية يتبع لمديرية الزراعة ولا يبتعد عن شبكة المياه سوى أمتار قليلة وهنا نسأل سؤالاً آخر: لما لا يتم استثمار هذا البئر من قبل مؤسسة المياه وتوزيعه على القرية طالما أن مديرية الزراعة لا تستخدمه لأي غرض وتحل أزمة أكثر من خمسين عائلة في القرية يعانون الأمرّين لتأمين ما يلزمهم من مياه.

* السيد رامز عباس من قرية شنبوطين قال مشكلة قريتنا تكمن في سوء التوزيع نتيجة أن الشبكة عبارة عن خط رئيسي من بداية القرية لنهايتها حيث لاتصل المياه في الشبكة لنهاية الخط ما يحرم حارة كاملة في القرية فيها أكثر من خمسين منزلاً من الاستفادة من مياه الشرب.
* السيد ابراهيم مخلوف من قرية البقيعة وعضو مكتب تنفيذ في مجلس مدينة القرداحة قال: تعمل وحدة مياه القرداحة بكل إمكانياتها لتأمين المياه لكافة القرى والاستجابة للشكاوى وحل الإشكالات إن تواجدت ونحن كنا نعاني الويلات في تأمين مياه الشرب ولكن بعد أن تقدمنا بشكوى لوحدة المياه مع اقتراح مد خط إضافي لتخديم القرية وخاصة بعد التوسع العمراني والكثافة السكانية التي أصبحت في القرية قامت وحدة المياه بدراسة الموضوع ومعالجة الشكوى ومد خط بطول ٦٠٠ متر غطى الجزء الشرقي من القرية وحلت الأزمة الحاصلة ما عكس ارتياحاً لدى الأهالي وذلك بعد أن توفرت المياه بشكل يومي لديهم.
* السيدة عبير عبود من قرية ديروتان قالت: المياه في الشتاء جيدة ولكن في الصيف يكون الوضع سيئاً للغاية والمياه غير متوفرة إلا بالقطارة والكثير من الأهالي يمضون وقتهم ذهاباً وإياباً إلى وحدة المياه لحل الإشكالات التي يكون سببها حسب إجاباتهم إما عطل في المضخة أو انقطاع الكهرباء أو عدم توفر المازوت لتشغيل المضخة.
* السيدة سحر محلا من قرية رويسة البساتنة قالت: تأتي الماء كل خمسة أيام مرة واحدة ولوقت قصير هذا ونحن في الشتاء والمياه متوفرة بشكل غزير فما بالكم في الصيف ووقت شح المياه، وتساءلت: معقول أن يكفي الأسرة لمرة واحدة كل خمسة أيام للشرب ولقضاء كل الاحتياجات ضمن المنزل، الأسرة الكبيرة تحتاج كل يوم أكثر من خزان سعة خمسة براميل ولذلك ترانا حريصين في صرف الماء لأي استخدام آخر رغم إنها من أبسط الحقوق، نتمنى النظر في وضع القرية وزيادة ساعات الضخ وتقليل الأيام الفاصلة بين كل مرة تأتي فيها المياه.
* حملنا ما في جعبتنا والتقينا المهندس فادي سلهب مدير وحدة مياه القرداحة والذي أجابنا على الكثير من تساؤلاتنا مشكوراً وشرح لنا كيفية إرواء مدينة وريف القرداحة وقال: تشرب مدينة القرداحة والكثير من ريفها من مشروع نهر السن بالإضافة إلى العديد من الآبار التي تم حفرها خلال السنوات القليلة الماضية وبعض الينابيع الغزيرة في بعض القرى والتي تم استثمارها والاستفادة من مياهها المهدورة وتحويلها للأهالي، واضاف: تزود أحياء مدينة القرداحة بمياه السن بمعدل يومي من ثلاث إلى أربع ساعات يومياً لكل حي، وعدد سلهب كل المحاور التي تتبع للوحدة ومعدل تزويدها بالمياه قائلاً:
محور كلماخو، ويضم قرى كلماخو الدبيقة، القلورية، رأس القلورية، دير إبراهيم، الكنيسة، ويسقى هذا المحور كل ثلاثة أيام بمعدل ساعتين لكل حي من نبع السن ونبع حقول الجوز.
محور السلاطة الذي يضم قرى السلاطة، بطارين، سكنيو، سلاغو، بيت ريحان، حرف رضوة، أيضاً يزود بالمياه من نبع السن بمعدل ساعتين كل ثلاثة أيام.
محور سلورين ويضم قرى السفرقية، رويسة البساتنة، رويسة عفيف، الديرونة، بني عيسى، عين العروس، البيطار، سلورين، يزود بالماء من نبع السن بمعدل كل أربعة أيام ولمدة ساعتين.
محور بشونا ويضم قرى المتن، بعبدوس، ديرحنا، بحورايا، رويسة بدرية، مرج موسى ويزود بالماء من آبار بشونا بمعدل كل أربعة أيام ولمدة ساعتين.
محور القليلة ويضم قرى بسين، بكراما، موشة بكراما، اليابسة، القطلبة، القليلة يزود بالماء مرة واحدة أسبوعياً من بئر القليلة.
محور المران ويضم قريتي المران واسطمنا، ويزود بالماء من بئر المران بمعدل كل أربعة أيام مرة واحدة.
محور شديتي ويضم قرى ديروتان، الجوفية، الميسة، شديتي، العزيري، حي الملعب ويزود بالماء من نبع السن ما بين أيام الرابع والخامس بمعدل ساعتي ضخ.
محور مرج معيربان ويضم قرى مرج معيربان، بحمرة، بتعلي، المروش، يزود من نبع السن كل ثلاثة أيام مرة واحدة.
محور الجديدة ويضم قريتي الجديدة والقاموع ويزود بالماء من نبع الجديدة بمعدل كل ثلاثة أيام.
محور الفاخورة ومقسم إلى قسمين، الأول من محطة الصنوبر ولغاية محطة القلعة ويضم قرى اسطامو، مرخو، الفاخورة، قمين، نقورو، الخشخاشة، بحوارة، بستان البركة وتزود هذه القرى من نبع السن بمعدل مرتين أسبوعياً، أما القسم الثاني من هذا المحور فهو ما بعد محطة القلعة ويضم قرى القلعة، عين جندل، فرزلا، الجوبة، بسوت، عنانيب، مليخ، ملوخ، المصيص، القرير، البلاط، خربة السنديان، مسيت وتزود بالماء ما بين الخمسة والسبعة أيام من نبع السن.
قرية قويقة تشرب من نبع ماء فيها، وقرية دباش أيضاً فيها بئر خاص بالقرية من خيرة الآبار بالمنطقة، وقرية بشلاما تزود من نبع عين الزرقا وهذه القرى تزود من ينابيع موجودة فيها بشكل يومي.
وأضاف سلهب: بالنسبة لواقع المياه في قرية بكراما فتقوم وحدة المياه بإجراءات تعقيم المياه المنتجة من محطة بكراما وتقوم بإجراء الاختبارات الدورية والتحاليل الدائمة ونتائج الاختبارات دائماً ضمن مجال المقاييس السورية، وأضاف: بالنسبة لمشروع سلورين فاعتباراً من الأسبوع القادم (هذا الأسبوع) سيدخل الخدمة بشكل فعلي وكامل وسوف يلمس الأهالي تحسناً جيداً في الوارد المائي، ولفت إلى أنه تم تركيب مضخات جديدة في محطة القبو لتحسين الوارد المائي في مدينة القرداحة وبعض المحاور المرتبطة بمحور ضخ القبو جليلة مثل القرداحة وشديتي وكلماخو، وختم حديثه قائلاً: لا توفر المؤسسة جهدا لتأمين احتياجات المواطنين وقامت بفتح العديد من الآبار في القرى التي تشكو من شح الماء وقلته ولكن بعض هذه الآبار لم تنتج جيداً وتعطي الغزارة المطلوبة لضخها في الشبكات للأهالي مثل بئر مرنيو وديرحنا ويرتي.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار