الفترات المتباعدة في ضخ المياه إجحاف بحق أهل ريف جبلة

العدد: 9540

الاحد:1-3-2020

 

عندما ينتفي السبب الرئيسي لانقطاع المياه بسبب وفرتها وعدم شحها لاسيما أن مواسمنا الشتوية شهدت خلال العامين الماضيين أمطاراً غزيرة، فإن الجهات القائمة على قطاع المياه تلقي غالباً باللوم على انقطاع التيار الكهربائي وتعذر ضخ مياه الشرب إلى قرى ريف جبلة الذي عانى أهله الصيف الماضي من عطش دفع بهم إلى شراء صهاريج المياه المتنقلة بأسعار مرتفعة.

وإن خضنا بعض التفاصيل بالبحث عن الأسباب الأخرى لانقطاع المياه، فإننا سجلنا عدة ملاحظات خلال لقاءات أجريناها مع عدد من الأهالي من عدة قرى بريف جبلة، وغالباً تتصل تلك الملاحظات بخللٍ أو تقصيرٍ أو إهمال في جوانب عدة منها: سوء إدارة توزيع المياه لعدم اختيار برنامج يراعي فترة تغذية مضخات المياه بالكهرباء, أو لعدم الالتزام ببرنامج المواعيد المحددة لتوزيع المياه مع أخذ مسألة الكهرباء بعين الاعتبار، أو عدم التقيد ببرنامج محدد واتباع العشوائية في ضخ المياه لاسيما شتاءً نتيجة وفرتها الزائدة بالتالي حدوث أضرار جسيمة في قساطل وشبكات المياه التي تتخرب بفعل قوة المياه وعدم قطعها ناهيك عن عدم إجراء الصيانة اللازمة للأعطال التي تتعرض لها الشبكات لإيقاف هدر المياه.
وقد يخطر ببال البعض أن عطش أهل الريف غالباً غير مبرر في ظل تواجد ينابيع وآبار مياه الشرب، لكن حقيقة الأمر أن هذا العطش ليس مخيراً وإنما مسيّراً فتعرض بعض ينابيع وآبار المياه إلى التلوث بمياه الصرف الصحي تجعل مياه تلك الينابيع في عداد الاستخدام المحظور لعدم سلامتها، وأهل الريف هم على بينة من حقيقة هذا الأمر وليسوا بغافلين عنه.
ويضاف إلى جملة ما ذكرناه عدم استثمار آبار مياه الشرب بعد إنشائها لأسباب تتعلق غالباً بعوائق إما بخطة العمل أو لعدم رصد الأموال اللازمة لها.
فيما يلي نستعرض عدداً من اللقاءات مع الأهالي في عدة قرى بريف جبلة…
* السيد نبيل عبد الله إبراهيم من قلعة بني قحطان قال: المضخة في القرية مخصصة لإرواء حوالي عشرة قرى، إذ يتم ضخ المياه صيفاً بشكل أسبوعي وأحيانا تتأخر لمدة تزيد عن 7 أيام، وأما في الشتاء نظراً لغزارة المياه يتم ضخ المياه بشكل غير منظم حيث تكون قوية نظراً لموسم أمطار الشتاء الغزيرة إذ تتسرب المياه من القساطل المخربة لأسباب متعددة منها نمو فروع الأشجار المحيطة بها إلى داخل تلك القساطل ولا تتم صيانتها بشكل جيد.
وأضاف أن أهل القرية كانوا يعتمدون على تأمين المياه من خزان تجمع مياه رأس النبع لكن تم إيقاف ثلاثة ينابيع منها كونها ملوثة وغير آمنة صحياً.
* هاني شليحة عضو في مجلس بلدة غنيري قال: تغذي محطة المياه الضخ عدة قرى تجمع غنيري والحويز في الشتاء دون الالتزام بخطة وبشكل عشوائي الأمر الذي يؤدي إلى تخرب القساطل بسبب قوة المياه وتسربها في الشارع ذلك أنه لا يتم إغلاقها لساعات طويلة.
وأوضح السيد شليحة أن مؤسسة المياه نفذت مشروع شبكة المياه وخزاناً لإرواء قرية الحويز لكن للأسف وبسبب سوء التنفيذ لم يتم وضعه حيز الخدمة مما يسبب معاناة كبيرة لأهل القرية، إضافةً إلى أن مياه الأنهار والينابيع معرضة للتلوث بسبب شبكات الصرف الصحي.
وذكر السيد شليحة أن المعاناة الحقيقية تحدث صيفاً إذ تشح مياه الآبار ولا يتم ضخ المياه إلا كل 7 أو 8 أيام مما يضطر الأهالي إلى شراء المياه من المقطورة بأسعار متفاوتة من 5000 إلى 6000 ليرة، وطالب السيد شليحة مؤسسة المياه باستثمار آبار مصوة والحويز نظراً لغزارة مياهها ووضعها حيز الخدمة لصالح أهل القرية.
* أما أهالي تجمع حلبكو والمنيزلة وحلة عارة والكروم فهم يعانون من العطش الشديد صيفاً بسبب عدم ضخ المياه لتلك القرى كل 15 يوماً، رغم مطالبات الأهالي المتكررة ومناشدتهم مؤسسة المياه لكن دون جدوى في ظل ارتفاع أسعار مياه الصهاريج حيث تتجاوز أسعارها 7000 ليرة إضافةً إلى أن الصهريج لا يحتوي سوى 15برميلاً، فإلى متى يستمر هذا الإجحاف بحق الأهالي نتيجة تباعد فترات ضخ المياه لتلك القرى المذكورة على الأمل الظفر بحلول مرضية تلبي احتياجات الأهالي.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار