العـــــدد 9526
الاثنيــــــــــن 10 شــــــباط 2020
إن العملية التربوية بكافة أبعادها هي عبارة عن معادلة متفاعلة العناصر تتقاسم أدوارها أطراف عدة كالمدرسة والأسرة والمجتمع وجميع هذه الأطراف تتعاون في تأدية رسالة التربية والتعليم على أكمل وجه للوصول إلى النتائج المرجوة لكافة تلاميذنا.
وفيما يتعلق بتفوق أبناء المعلمين لا بد للقائمين على التعليم أن يلعبوا دوراً كبيراً في تحفيز التلميذ المجتهد على الاستمرار في الدراسة والتفوق بعيداً كل البعد عن المحسوبيات والعواطف فالكثير من تلاميذ المدارس وأولياء أمورهم يؤكدون على أن معظم المعلمون يعاملون أبناءهم في الصف أو المدرسة باهتمام خاص فيجعلونهم مدللين بين جميع التلاميذ إذ يفضلونهم في العلامات والدرجات الفصلية كما ويجنبونهم العقاب ويميزونهم عن غيرهم من التلاميذ المجتهدين بتفوقهم، فهم يولون اهتماماً خاصاً بأبنائهم حتى ولو حاولوا إظهار خلاف ذلك، إضافة إلى أنهم يوصون معلمي الصفوف الأخرى بأبنائهم فيركزون الاهتمام عليهم فضلاً عن إتاحة الفرصة لهم بالإجابة المريحة على كافة أسئلة المذاكرات والامتحانات، فلهم أحقية المشاركة بكل شيء حتى يكونوا هم من الأوائل على الصف أو من ضمن المتفوقين.
وأمام هذا الوضع الذي تشهده غالبية مدارسنا لا بد من الحرص بشدة على المساواة بين كافة التلاميذ حتى لا يشعرون بالتفرقة فيما بينهم، لكون ذلك إن حصل فإنه سيؤثر تأثيراً سلبياً على هؤلاء التلاميذ أبناء المعلمات في المراحل الدراسية القادمة وربما سيؤدي إلى فشلهم في المستقبل، وإذا كانت تلك الحالة منتشرة فلا يوجد أي عذر مقبول لذلك، لأن التفوق للمجتهد فقط ومن أهداف التعليم مراعاة العدل والمساواة في المعاملة بين جميع تلاميذ المدارس كما لا بد من تهيئة وتوفير مناخ يوفر الفرص لتحقيق التفاعل والانضباط السلوكي بين المعلمين والمتعلمين.
وفي سياق ذلك نؤكد بضرورة التزام المعلمين بالتدريس الشامل وإعطاء كل ذي حق حقه بالتفوق لأن مدارسنا تهدف بشكل عام إلى حماية التلاميذ بكل مظلاتها التعليمية وإفراز التفوق لابد من أن يكون على قدر اجتهاد كل تلميذ، فالمدرسة مركز إشعاع في المجتمع والمعلمة إن وجدت لتحقيق أهداف المراحل التعليمية ومصلحة التلاميذ، فلا بد أن تسعى كافة الجهات التعليمية داخل المدرسة وخارجها إلى تحقيق الكثير من الفوائد التربوية تحت مظلة التعاون ما بين الكادر التدريسي والتلاميذ مما يستوعب الجميع، فالتلميذ المجتهد هو المتفوق دائماً، وإن الاستعانة بمفردات العاطفة أو المحسوبيات يكون دائماً نهايتها الفشل.
بثينة منى