العـــــدد 9526
الاثنيــــــــــن 10 شــــــباط 2020
( كان ترتيبه الأول على الصف ) لأنه ابن المعلمة أو المديرة، عبارة سمعناها وما زلنا نسمعها كثيراً من تلاميذ المدارس وأهاليهم ومن منا لم يسمع احتجاج الأهالي على علامة أولادهم أو ترتيبهم رغم أنهم الأذكى والأكثر اجتهاداً وتفوقاً على حد تعبير الأهالي، ولكنّ المحسوبيات والواسطة جعلت أبناء المعلمين ينالون الدرجة الكاملة فما مدى مصداقية هذا الكلام؟ أما أنها مجرد تهمة التصقت بالمعلمين وأبنائهم في هذا التحقيق سنلتقي مع بعض المعلمين والتلاميذ والأهالي لنسلط الضوء على هذه المشكلة إن صحّ التعبير.
ساره من مدرسة جعفر الصادق:ــــ أنا في الصف الرابع حصلت على المرتبة الأولى في صفي ومعي في نفس المرتبة ابن معلمة الفنون رغم عدم حصوله على العلامة الكاملة في جميع المذاكرات وقد أعطي الجلاء المدرسي له أولاً فقط لكونه ابن معلمة الفنون رغم حصولي على الدرجات النهائية في جميع المواد خلال المذاكرات والامتحان .
لين علي في الصف السادس: رغم تفوقي وحصولي على الدرجة النهائية في جميع المواد ولكن للأسف لم أنل المجموع النهائي فمعلمة الفنون لم تضع لي الدرجة الكاملة في مادتها وهذا ما أثر على ترتيبي ليحصل ابن معلمة اللغة الانكليزية على المرتبة الأولى والعلامة الكاملة.
نسرين بدور من الصف الخامس مدرسة إبراهيم محفوض: في كل عام أدرس وأجتهد لأحصل على المجموع الكامل والمرتبة الأولى ولكن دوماً يكون المركز الأول من نصيب (أدهم) ابن معلمة مادة الرياضيات رغم عدم حصوله على العلامة النهائية في بعض المواد كما أنه لا يشارك في أثناء الحصة الدرسية وكثيراً ما يلهو بالحديث مع زميله فواز ولكن أمي تقول لي لا تحزني فأنت ذكية ومجتهدة وأنا أثق بك وهذا الكلام يفرحني.
كما التقينا بعض الأهالي الذين عبروا عن استيائهم من هذه المشكلة لكونها تترك أثراً سلبياً في نفوس أبنائهم.
المهندسة ريما تفوح: دائماً كان ترتيب ابنتي (نايا) الثالثة على الصف في جميع مراحل الصفوف الابتدائية لتحصل ابنة المديرة على المركز الأول وابنة معلمة اللغة العربية على المركز الثاني وكانت نايا تحزن كثيراً وكنت أدعمها وأؤكد لها أنها الأكثر تفوقاً واجتهاداً وفعلاً حصلت نايا في الصف التاسع على مجموع قدره (305) وسبقت الجميع فالواسطة والمحسوبيات تسهم في تفوق أبناء المعلمين من خلال تجربتي.
لينا علي موظفة في مديرية الزراعة: المحسوبيات والواسطة تلعب درواً في كل المؤسسات الحكومية والمدرسة لن تكون أفضل حالاً من غيرها وخصوصاً في أيامنا هذه حيث يبقى أبناء المعلمين هم الأذكى والأكثر تفوقاً وأنا برأيي ينعكس هذا سلباً على أبنائهم بالدرجة الأولى وعلى باقي التلاميذ حيث يشعرون بالإحباط واليأس بسبب المعلمة الخاصة لأبناء المعلمين.
تغريد صبوح موظفة: هذه المشكلة قديمة حديثة ولكن برأيي لا يمكننا التعميم فهناك بعض المعلمين يتشددون على أبنائهم في الدرس والعلامة أكثر من باقي الطلاب حرصاً عليهم وعلى تأسيسهم دراسياً وحصولهم على العلامة الكاملة من جدهم وجهدهم بالمقابل هناك تلاميذ يتفوقون فقط لأنهم أبناء معلمين وبرأيي هذا سيكون له انعكاسات سلبية على دراستهم مستقبلاً. ولأنّ الكرة أصبحت في ملعب المعلمين كان لابد من اللقاء معهم والحديث عن هذه التهمة الموجهة إليهم فكان اللقاء الأول مع المعلمة ميرنا أحمد من مدرسة نديم رسلان حيث قالت: هذا الكلام عار عن الصحة فالمعلم أو المعلمة تهتم بأبنائها وتدرسهم وتقدم لهم المعلومة كما تقدم لجميع التلاميذ أو الطلاب ولن يرضى المعلمون بحصول أبنائهم على التفوق لمجرد أنهم أبناء معلمين لأن ذلك سيؤدي إلى تدمير الأبناء فالمعلم لن يرافق ابنه في جميع سنوات دراسته أعتقد أنها مجرد تهمة التصقت بنا وليس لها أساس من الصحة.
المدرسة كاترين من مدرسة أنيس عباس: دائماً ما أسمع هذا الكلام وحتى أكون منصفة في حديثي قد يكون هناك بعض الطلاب الذين حصلوا على تفوقهم كونهم أبناء معلمين ولكن التعميم ليس منطقياً فهناك معلمون لا يرضون أبداً بذلك بل على العكس يكونون أكثر تشدداً مع أبنائهم من باقي الطلاب وأنا أدرس ابنة زميلتي في الشعبة وكثيراً ما تطلب مني أن أكون صارمة معها وأحاسبها على الشدة أو النقطة في حال نسيانها دائماً التعميم في أي موضوع كان خطأ.
أمير بهلول مدرس في مدرسة أنور قاسم: أعتقد أنكم تبالغون في توصيف المشكلة أنا مدرس للغة العربية وفي الصف طلاب من أبناء زملائي المدرسين ولم يحصلوا على المرتبة الأولى أو العلامة الكاملة وكونهم أبناء معلمين لن يحرجني الموضوع ولن أضع علامة لطالب إلا إذا كان يستحقها, جميع الأهل سواء كانوا معلمين أو غير معلمين يهتمون بأبنائهم ويحرصون على مصلحتهم ودخول المحسوبيات والواسطة في التعليم تدمر الطالب ومستقبله ولا أحد يرضى بذلك.
ربا صقر