العدد: 9513
الأربعاء:22-1-2020
إن كانت الأسباب التي دفعت كثيرين من أبناء الريف في فترات سابقة إلى (النزوح) إلى المدينة بحثاً عن رصيف يزرعون فوقه أحلامهم وآمالهم، فهل نعمل على إيجاد موجبات العودة إلى الريف في محاولة لتصحيح ما اختلّ من (قانون طبيعي) كان يقيم التوازن بين جناحي الحياة؟
عندما كان ابن الريف في أرضه وزراعته واستمر فيهما، كان قريبه في المدينة يخرج إليه ببعض (هدايا المدينة) ويعود محملاً بكلّ ما تنتجه الأرض من خير، وكانت الحياة يسيرة، أما الآن فصار حتى ابن الريف يشتري النعناع من المدينة!
في (ملفّ اليوم) نحاول أن نلقي الضوء على الواقع الحالي، وما الذي دفع أبناء الريف للتوجه نحو المدينة، وهل من أمل بتصحيح هذه الحالة، وهل ما زال الريف قادراً على إنتاج الحياة، وماذا يلزمه لفعل ذلك، وهل هناك من يفكّر بهذا الاتجاه.
المدينة التي جذبت إليها أعداداً كبيرة من أهل الريف هل ضاقت بهم، وهل ما زالت قادرة على إغرائهم، والريف الذي تُرك خلف ظهورهم هل هو قاسٍ إلى هذه الدرجة، أم أننا توهّمنا الخلود في اكتظاظ المدينة؟
* السيدة لمياء. ع، تركت قريتها البهلولية منذ سنوات عديدة لأسباب عديدة منها لاستكمال دراسة أولادها في الجامعة والنقل غير المؤمن إلا في الفترة الصباحية إضافة لوظيفتها وكذلك وظيفة زوجها وهي جملة من الأمور التي ساهمت في سكنها في المدينة وأبدت محدثتنا حسرتها على الأرض التي تركتها حيث كانت تزرعها بشتى أنواع الخضار وذلك لحاجة منزلها فقط حيث كانت تعرف ماذا تزرع وكيف تتابع هذه الزراعة وليس كما يحصل الآن حيث باتت طريقة ري المزروعات غير معروفة ولا طريقة رشها، وأضافت لابد إنني سأعود إلى قريتي ولو بعد فترة، ولكن الظروف الحالية غير مؤاتية أبداً.
* السيدة أم علاء من عين الشرقية قالت: لقد تركت القرية منذ أن كان أولادي صغاراً وأنا لست موظفة ولكن زوجي موظف ومنطقتنا بعيدة وهذا الأمر صعب جداً من ناحية المواصلات ولكن هذه السيدة لم تترك قريتها بشكل كامل بل حافظت على أرضها التي وضعت فيها عاملاً يقوم بزراعتها وهي تتابعه من خلال الزيارات المستمرة للقرية ومتابعة موسم الزيتون وغيره، وأضافت بأنه لا يوجد أفضل من أن يكون الإنسان متمسكاً بأرضه وأن يكون بمتناوله منتجات هذه الأرض، وأنا لا أستطيع الاستغناء عن قريتي أبداً.
* السيد منهل محمد: الريف هو المكان الذي لا تتوفر فيه مقومات الحياة والخدمات الكافية وذلك عكس المدينة التي توجد فيها كل مقومات الحياة سواء من النقل والدوائر الحكومية وجميع متطلبات الحياة اليومية والتي نحتاجها بشكل يومي كل هذه الدوافع أدت إلى هجرة الريف والانتقال إلى المدينة والسكن فيها وهذا لا يمنع بأن نقول بأن ريفنا بحاجة لاهتمام أكثر حتى يزدهر أكثر.
* السيدة ربا السنكري: أسكن أنا وغيري في القرى الجبلية البعيدة عن مركز المدينة حيث معاناتنا اليومية التي تطلب الجهد والوقت وقلة الخدمات ونقص وسائل النقل والمعاناة من تأمين متطلباتنا اليومية وإن وجدت فهي مرتفعة الثمن وإن قرانا جميلة جداً لكن ينقصها الخدمات والسكن في القرى يحد من العمل إلا بعمل واحد وقد يكون الانتقال إلى المدينة دافعاً لتأمين عمل آخر حتى نستطيع تأمين جميع مستلزمات الحياة بالإضافة إلى وجود الجامعة في المدينة التي لا يخلو بيت فيها إلا وله طلاب جامعة.
تنويع أنماط النقل
نلاحظ مما تقدم بأن أحد أسباب الهجرة من القرية أسباب عديدة أحدها النقل، وللحديث عن دور النقل الداخلي في تأمين المواطنين للوصول إلى أماكن عملهم وتخديمهم التقينا المهندس طلال حورية المدير العام للنقل الداخلي في اللاذقية حيث قال إن الشركة تقوم بتقديم خدماتها لدعم الخطوط خارج المدينة في أوقات الذروة منها (جبلة، القرداحة، البهلولية، الحفة، اسطامو، كلماخو، المزيرعة، مشقيتا، الهنادي، الحارة، عين التينة) إضافة لتسيير باصات في فصل الصيف إلى المناطق السياحية (كسب، وادي قنديل، الشاطئ الأزرق) وأيضاً لباقي المناطق حسب الحاجة.
هذا وقد وضعت الشركة خطة هي قديمة حديثة لتوفير وسائط نقل تشمل جميع المناطق والتخفيف قدر الإمكان من الازدحام منها:
* إدخال وسائط نقل جماعي مختلفة وتأمين قطار الضواحي LRT يربط مدينة اللاذقية بـ (جبلة، القرداحة، الحفة) بثلاثة خطوط.
* استخدام موذوريل أو LRT قطار خفيف في مشروع الطريق الشاطئي (اللاذقية، جبلة، بانياس) في حال إنشائه.
* إدخال ترام كهربائي على الخطوط (الكراج الشرقي، الجامعة الشاطئ الأزرق، الكورنيش الغربي- سياحي).
تطوير محطات الانطلاق
بالنسبة للكراج الشرقي: العمل على تحويله إلى كراج طابقي ليستفاد منه في استخدام المساحات المتوفرة الأمر الذي يشجع الناس على استخدام النقل الجماعي وبالتالي يخفف الإجراءات من دخول السيارات إلى وسط المدينة.
بالنسبة لكراج الفاروس في حال عدم نقله يفضل تعديله بحيث يصبح طابقي..
وبالتالي يتم تسهيل عملية النقل لتخديم جميع المناطق وتخفيف الازدحام الحاصل وجميع هذه المشاريع يمكن أن يتم طرحها على مستثمرين وتقديم التسهيلات لهم.
أميرة منصور