الخميس 12-12-2019
العدد: 9488
(الأموري لا يعرف الخضوع لأحد، الأموري لا يمتلك منزلاً، الأموري يملك قمحاً للجميع)
شاعر أموري منذ 2000 ق.م
الشاعر الأموري . . قليلون الذين لا يعرفون الخضوع في هذا الزمن . .
لسلطان . . لشهوة . . لملك . . لكرسي . . ولـ.. لـ..
وكثيرون من لا يمتلكون بيوتاً، وربّما مطرحاً أو حصيراً يستلقون عليه وقت يدبُّ النعاس في حنايا أرواحهم، وحتى قبوراً لضم رفاتهم أو أشلائهم التي بعثرتها القنابل والمتفجرات، وأحزمة المجاهدين . . الشاعري الأموري.. كثيرون ممن يملكون القمح، ولكن لأنفسهم فقط، وليس للجميع.
***
(الانتظار خلّف المحطة، والشوق جلب القطارات)
من أغنية لفيروز
تخيل محطة في حقول الريح.. وانتظرهم
يتأرجح صدرك بالشوق إليهم .. انتظرهم
يخبو الحنين، حين تبتعد القطارات.. انتظرهم
في الحلم تشتعل المحطات بالفرح
في الحلم تصفر قطارات الأشواق
لقد نسفوا الحبّ، وقطعوا سكك القطارات
أولئك الحالمين بالصعود إلى أحضان جميلات السماء.
***
(قولوا معي أيها الواقفون على مفارق الغياب: كل عام وأنتم بخير.. وكل عام وأنتن بسلام أيتها الأمهات.. أمواتكن منتصبون في حقول القمح.. شامخون كشمس الظهيرة.. يطلّون على الحقول الواسعة)
بابلو نيرودا
أيتها الأمهات، هيا نمضي –معاً– إلى الحقول الواسعة، حيث قبورهم.. لنرشها بندى أزهار السماء..
إنهم ينتظرون بشوق معايدتكن ودموعكن.. وعناقكن لطيوف وجهوهم الندية.. كل صباح، وفوق تلك الحقول الشاسعة تطير عصافير أرواحهم.. تطير.. تحلق.. وتحلق..: فوق خريف الهضاب العالية، لتغني معكن نشيد الحياة.
***
ويا أمي.. أحنُّ لصوتك.. أتوق لحزنك الممتد من أعماق سنبلة إلى حضن بسملة على نهر المغيب.. أتوق لحزنك.. للمسة من يدك.. أحنُّ لشربة ماء.. أحنُّ لحزن اليمام..
ويشدني ولهي.. ينوس ضوء المواويل.. نضيع على الدروب، وما من لقاء.
بديع صقور