الوحدة:29-7-2024
لم تنسِنا لهيب أسعار الصيف على كافة الصعد إلا سياط لهب تموز، وكأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يعيننا على النسيان قليلاً، فانحصر تفكيرنا خلال الشهر الأخير بدرجات الحرارة ومواعيد وصل الكهرباء!
وضعنا ذكرياتنا مع المشمش والخوخ والدرّاق وغيره على (الرفّ)، واستغنينا عن البطيخ بلونيه الأحمر والأصفر بحجة عدم توفر الكهرباء لتبريده، وهكذا (فإن مع العسر يسراً)!
على قارعة المرض وتبعاته، لم يعد الطب تلك المهنة (النبيلة) إلا قليلاً، وكما كانت معظم الأحيان، بقيت الصيدلية (دكاناً) تمارس الاحتكار والمزاجية، ووحده من أتعبه العمر، وضاقت به السبل، يتقشّف حتى في تناول دوائه المفترض أن يأخذه بانتظام بحثاً عن توفير (حبّة) من هذا، وأخرى من ذاك!
وعلى (المنابر) الافتراضية يكثر الواعظون، ويكثر فاعلو الخير (قولاً فقط)، ويذبل العنقود على غصنه، ولا يقول جارٌ لجاره: تذوقه وادعُ لنا!
وحدها الطبيعة تعطي أكثر مما تأخذ، وما إن يترجّل تموز عن وهجه الحارق (في آب الجو عاب)، حتى تبدأ مشاتل السلق والفجل والبصل… إلخ، فيأكل (الفقير) دون أي (منّة)، ويستر بما تجود به الأصايص والشرفات وأي حاكورة بعضاً مما عرّاه العوز، وضيق ذات الحال!
وأنتَ، يا من تطربك (خشخشة) النقود في جيبك، تذكّر أن الفقر ليس مالاً، وراجع نفسك كم أنت فقير!
كيلو البطاطا من 8- 10 آلاف، وهناك من يشتري بألفي ليرة أو ثلاثة آلاف، ويتمنى ألا يسمع أنين همسه أي آخر!
البعض لا يصدّق هذا لأنه منفصلٌ عن الواقع، ولكن أغلبكم يدرك أن ما نعيشه لم يسبق أنّ مرّ على قوم قبلنا، والفرج آتٍ بإذن الله وإن تأخّر!
غانم محمد