بين الشـط والجبل … قلوب لا تشيخ!

العدد: 9361

الأحد-9-6-2019

 

 

خاطبني أحد الأصدقاء قائلاً: (كنت أعتقد أن درب النجاح مفروشاً بالورود والرياحين، لكنني اكتشفت بعد حين، أنه مليء بالأشواك والمتاعب والحسد، حتى بعض الذين نحسبهم أصدقاء تكشف الأيام والمواقف زيف محبتهم).. لم أَشأْ التعليق على كلامة، لكن سؤالاً واحداً كان يحضرني بالفعل.. هل علينا أن ندفع ضريبة النجاح في أحيانٍ كثيرة من سعادتنا، وعواطفنا، وصداقاتنا، وهناءة حياتنا الاجتماعية!!
* * *
قد نكتشف بين حينٍ وآخر أن ثقتنا التي وضعناها في أشخاص معنيين أتت في غير موضعها، فخيّبت آمالنا وتطلعاتنا، وجعلتنا نتساءل لماذا لا يبادلنا الآخر الإحساس نفسه من صدق النيّة والمحبة والعطاء..
ماذا يستفيد من الثرثرة والنمية، وبقية الأمراض الاجتماعية والتي أصبحت هوايةً في عصرنا وأداةً للحلي يتزين بها الكثيرون دون خجل؟!
* * *
كتبتْ الأديبة مي زيادة في إحدى تأملاتها تقول: (إذا كنتَ كثير الأصدقاء كُنْ سعيداً، لأن ذاتك ترتسم في كلِ منهم، والنجاح من الصداقة أكثر ظهوراً والاخفاق أقل مرارة، وجمع القلوب حولك يستلزم صفاتٍ وقدرات لا توجد في غير النفوس ذات الوزن الكبير أهمها الخروج من حضن أنانيتك لاكتشاف ما عند الآخرين من نبلٍ ولطفٍ و ذكاء).
* * *
اليوم.. في ظلّ عولمة المشاعر والنجاح، وما وصلنا إليه من مفاجآت وخيبات وربما انكسارات.. نتساءل أين نحن من صّحة الرؤيا السابقة للسعادة..
من يمسك بيدنا المسافرة في غمام العمر.. من يصافحها بصدق لنشعر معه أنه يهدينا سحر الفصول، وعطرها، وورودها التي لا تشيخ وإن شابَ الزمان!!

منى كامل الأطرش

تصفح المزيد..
آخر الأخبار