ظللتها روحُ جبران، وسَحَرتها أعمالُ كتّاب أمريكا اللاتينية… الروائية ميرا خازم: (حين تنطلق الرواية إلى الشاشة فالربحُ يكون متبادَلاً..)
الوحدة:2-9-2024
في البداية لم يكن دخولُها عالمَ الكتابة شغفاً بالكتابة وبعوالمها السحرية المدهشة، وإنما كانت من خلال فكرة طرحها أحدُ الأصدقاء عليها، بعد أن اكتشفَ حبَّها للكتابة، وهي التي اختطّت أولى مقطوعاتها الأدبية وهي في عمر الثالثة عشرة، بقالب (مذكّرات)، تخللتها نصوصٌ أدبية.
الروائية ميرا خازم التي كتبت في مقدمةِ روايتِها (همسات نفس):
(إلى ابتساماتِ الأمل الهائمة على شرفاتِ الآتي.. إلى كلِّ دمعةٍ رقصت رقصةَ عروسٍ خجلى، أثارت قلباً احتضنها، فتحوّلت إلى ضحكةٍ دوّت بأرجاءِ جسدٍ هو/ إنسان)..
ميرا خازم الأديبة الطموحة، الواثقة من تجربتها، كانت ضيفةً على (جريدة الوحدة)، التي شرعت الأسئلة على شرفاتها المطلة على المدى البعيد، الموشى بالكلمة المبدعة، والخيال المحلق، وكانت البداية بسؤالها:
* إن كانت الرواية، كما قال كبيرُ روائيي البحر الراحل حنا مينه، قد أضحت ديوانَ العرب؟
تجيب:
هي كذلك بشكل من الأشكال إذ أنها شاملة، ولا حدود لأقطابها.
* معظم الأدباء يتأثرون في بداياتهم بأسماء بارزة، مَن هم الكتّاب الذين شدتكِ أعمالُهم؟
لا توجد أسماء جذبتني كأفراد، الأسلوب وحرفية الكتابة ما كان يشدّني، لكن مِن بين الأسماء التي استرعت اهتمامي، كترجمة راغدة خوري، أما كتأليف فالكاتب عادل محمود رحمه الله، الذي كان يملك حرفية أدبية رائعة، كذلك الأمر بالنسبة للأدب في العراق فقد أذهلني عمق الأدب بتنوّع المفردات وعمق المعاني، فبقناعتي الأدب عالم كبير ولا يمكن اختصارُه بأسماء أو بلدان، ولما كان يعنيه لي بكلّ عوالمه السحرية ومدهِشات وأسلوبيةِ كُتّابه، فقد بدأت مطالعتي بالأدب اللاتيني، ومن الجدير بالذكر أنّ سبب عشقي للكتابة والذي لازلت أدعوه عرّابي بالكتابة في بداياتي، هو نبي الكلمة (جبران خليل جبران).
* فيما إذا كانت مع فكرة تحويل الأعمال الأدبية، ومنها الرواية، إلى أعمال درامية تضيف:
حين تنطلق الرواية إلى الشاشة فالربحُ يكون متبادَلاً، فالكاتب يربح الانتشار والعمل المصور دراميا يصبح أكثرَ ثراءً
لذلك أنا مع توظيف الأعمال الأدبية في الدراما، ولكن بطريقة احترافية، إن كان من ناحية كتابة السيناريو أو الإخراج إذ أنهم هم من يترجم العمل الأدبي إلى عمل مشاهَد درامياً.
* مَن الأقدر على نقل العوالم الروائية، الرجل أم المرأة أكثر؟
تجزم أنه في الأدب لا يوجد تفرقة بين الجنسين، إذ أنَّ النفس شاملة، وهي تملك كليهما معاً، بدليل تأليفي لرواية بلسان رجل، وهي قيد التنفيذ.
* عن سؤال حول نسبة القرّاء للأعمال الأدبية في ظل ثورة العولمة للأمانة، تشير إلى أنّ هناك نسبة لا يستهان بها، وقد اذهلني حجُمها، إن صحّ التعبير، على الرغم من غلاء الكتب إلا أنهم استبدلوا ذلك بالقراءة الإلكترونية مُرغمين، وهذا أمر مؤسف جداً، إذ لا بديل عن متعة القراءة الورقية.
* عن فكرة روايتها (همسات نفس) تختصر بالقول:
إنها من النوع الأدبي الذي كلما أعدتَ قراءتَه اكتشفتَ شيئاً جديداً، هي باختصار تعليم مُحاكاة النفس، كي يتعلّم العقل طريقة الاستنتاج، هي رواية لكن هدفها نفسي بحت، لأنَّ الأبحاث، نفسية كانت أم فلسفية، ثقيلة الظلّ على المُتلقّي، لذلك اضطررت إلى إدخال بعض الشرح من خلال السرد.
جورج إبراهيم شويط