الوحدة :2-9-2024
أكد محافظ طرطوس فراس الحامد على ضرورة تنفيذ حل عاجل وسريع كفيل برفع تلوث معمل إسمنت طرطوس الذي يتسبب بأضرار جسيمة طالت أهالي القرى المجاورة للمعمل وأرزاقهم وممتلكاتهم، مشيراً إلى المتابعات الجارية مع وزير الصناعة والمعنيين لتحقيق ذلك.
جاء ذلك خلال لقائه مدير عام الشركة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت م.عصام العبدلله مع وفد من أهالي قرية حصين البحر وجوارها، حيث تم استعراض واقع المعمل والأضرار الناجمة عنه جراء الغبار والأدخنة المنبعثة منه، فيما أشار العبدلله للجهود المبذولة لتأمين مستلزمات صيانة الفلاتر لرفع التلوث عن المنطقة، لافتاً إلى أنه سيتم بدءاً من تاريخ ٩/١ تنفيذ إجراءات عاجلة لهذه الغاية من خلال إيقاف الخط الثالث، والمباشرة بإصلاح الفلاتر الكهربائية وعلى التوالي باقي الخطوط بالتزامن مع العمل والمتابعة لتنفيذ حلول جذرية لحل مشكلة التلوث والوصول بمعمل إسمنت طرطوس إلى منشأة صديقة للبيئة.
يأتي هذا بوقت كانت قد شهدت صفحات التواصل الاجتماعي بطرطوس خلال الآونة الأخيرة حملة (لا لمعمل الإسمنت)، وتصاعد الأصوات الشاكية من ملف التلوث وغبار المعمل الذي جاوز عمره ال ٤٠ عاماً مع استنفاد قدرتهم على التحمل، ودعوتهم للاعتصام أمام المعمل ومناشدة أعلى المستويات للتدخل وإيجاد حل لهذا الملف المزمن وصولاً لتشكيل وفد من الأهالي شارك بالاجتماع أعلاه.
فيما يجدر الذكر أن دراسات بيئية عدة في السنوات العشر الأخيرة كانت قد أظهرت نسب التلوث وخطورة الانبعاثات الناجمة عن المعمل خاصة الجهة الشرقية له، حيث بينت التحاليل تواجد العناصر الثقيلة (الحديد، الرصاص، النيكل) بنسب عالية في محتوى أوراق الزيتون المحيطة بالمعمل، كما تم تداول فكرة تحويل الموقع لضاحية سكنية حديثة بالتزامن مع عدم الموافقة على استملاك البلوك ٣ في المعمل وانتهاء عمره الزمني خلال السنوات السابقة.. وبانتظار تحقق حلم الأهالي بتوقف ونقل المعمل، نذكر أن قرار إحداث المعمل يرجع إلى عام ١٩٧٧، حيث اختير الموقع بذاك الوقت ليكون قريباً من البحر، وليسهل إيصال المواد الأولية إلى المعمل، بالإضافة إلى سهولة نقل المنتجات منه أيضاً، فيما تصل مساحته إلى مليونين و٩٤٩ ألف م٢ شمال طرطوس، مع وجود مساكن وظيفية قديمة تابعة له.
رنا الحمدان