الوحدة :2-9-2024
ضرب تنين بحري ساحة السمك في الرمل الجنوبي صباح يوم الأحد الماضي، وبعدها بيومين، ضرب تنين آخر شاطئ جبلة ولم يصل إلى اليابسة، قبل أن يسجل شاطئ البصة تنيناً ثالثاً، خلف بعض الأضرار المادية.
ولأن هذه الظاهرة غريبة على الساحل السوري في مثل هذا الوقت من السنة، كان لا بد من الوقوف على تفسيرها علمياً، فتواصلت “الوحدة ” مع الدكتور رياض قره فلاح أستاذ علم المناخ – قسم الجغرافية في جامعة تشرين وقد أوضح “مشكوراً” أن
التنين البحري هو ظاهرة جوية نادرة، تحدث عندما تتكون عاصفة رعدية قوية في البحر، وتؤدي إلى تشكل عمود من الهواء والماء يمتد من السحب إلى سطح البحر، مشابه لما يعرف بالشاهقة المائية أو الإعصار البحري المصغر، فيظهر التنين البحري على شكل عمود دوار يشبه الإعصار، وهو يُعتبر في بعض الثقافات والأساطير مخلوقاً أسطورياً أو تنيناً يظهر من البحر.
يلاحظ تنين البحر غالباً خلال الصيف عندما تكون المياه دافئة نسبياً، ويحدث عدم استقرار جوي يؤدي إلى تشكل عواصف رعدية فوق البحر، فيؤدي الدفء إلى تصاعد بخار الماء وخلق بيئة مثالية لتشكيل الأعمدة الدوارة.
وبيّن د.قره فلاح أن تكوّن التنين البحري يتطلب وجود فارق في درجة الحرارة بين سطح البحر والهواء أعلاه، كذلك العواصف الرعدية القوية تؤدي إلى تصاعد تيارات الهواء الدافئ الرطب من البحر إلى السحب، مما قد يسبب تشكيل عمود دوار من الهواء والماء، وتبدأ العملية بتصاعد الهواء الرطب من سطح البحر بسبب سخونته إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي.
ويضيف الدكتور قره فلاح: عندما يصل الهواء الرطب إلى طبقات باردة، يتكثف بخار الماء مشكلاً سحباً كثيفة وعواصف رعدية، وبسبب تباين درجات الحرارة والرياح على ارتفاعات مختلفة، يمكن أن يتشكل العمود الدوار من الهواء والماء، فيبدأ من السحب ويمتد نحو سطح البحر.
ولفت د.قره فلاح أيضاً إلى أن هذه الظاهرة تُعد أكثر شيوعاً في المناطق الاستوائية أو في المناطق الساحلية الدافئة خلال فصل الصيف، لكنها تبقى ظاهرة نادرة نسبياً، والتغيرات المناخية وارتفاع حرارة سطح البحر لها دورها في ذلك.
أما في سورية، يبدو التنين البحري أكثر انتشاراً في الشتاء مترافقاً مع العواصف الرعدية، في حين يعتبر حدوثه صيفاً من المؤشرات المقلقة لمستوى احترار مياه المتوسط، وما قد تسببه من أعاصير على هذه الشاكلة مستقبلاً.
هلال لالا