المياه مشكلة مركبة تعددت أفرعها… اللاذقية بلا ماء و مديرها يوضح

الوحدة 15-6-2022

 

 

 

 لطالما تلازمت المياه والكهرباء كتوءم سيامي لا تحضر الماء إلا برفقة الكهرباء، ولكن ما حدث مؤخراً من غياب شبه كامل للكهرباء فصل التوءمين لتغدو كضرّتين تساق معهما المشاكل بفقد حضورهما معاً.

بغياب الكهرباء طفت مشاكل فقدان مياه الشرب لتصبح المشكلة الأكبر لأهل اللاذقية مدينة وريفاً، ويعلو الصراخ لاستحضارها. وللوقوف على حقيقة الوضع وشرح المشكلة استضافت جريدة الوحدة المهندس طارق اسماعيل مدير مؤسسة المياه بلقاء مفتوح مع الصحفيين فيها وكان أبرز ما جاء فيه المحاور الآتية:

 *تراجع كبير في منظومة كهرباء مضخات السن

أكد م. اسماعيل أن التراجع الكبير في منظومة كهرباء مضخات نهر السن منذ عشرين يوماً أدى لإيقاف الضخ من المحطة وانخفاض الغزارة من ٣٠ إلى ٤٠ بالمئة على مدى أسبوع كامل، الأمر الذي انعكس مباشرة وشعر به مواطنو مدينتي جبلة و اللاذقية.

 * انخفاض ملحوظ في الغزارات

قال م. اسماعيل: نهر السن يتبع للموارد المائية، ومديرية الكهرباء هي من تحدد سبب التراجع بالمنظومة مع مديرية الموارد المائية، وحالياً يوجد انخفاض ملحوظ في الغزارات، إذ كان يصل لمحافظة اللاذقية ٣٨٨ ألف متر مكعب باليوم والرقم الطبيعي الذي يجب أن يصل للمحافظة هو ٣٢٠ ألف متر مكعب، ولكن يوم أمس الأول وصل فقط ٢٨٨ ألف متر مكعب وهذا انخفاض واضح بالغزارة، ونحن مهمتنا التوزيع وبالتالي المشكلة مركبة، وبدورنا أرسلنا برقيات لكل المعنيين من السادة الوزراء والسيد محافظ اللاذقية حول ضعف التغذية الكهربائية لمحطة السن وانعكاسه على المدينة مباشرة ووصول الشكاوى من كل مكان بسبب ضعف الضخ.

* شماعة الكهرباء

طرحنا سؤالاً واضحاً على مدير مياه اللاذقية م. طارق اسماعيل، لماذا “شماعة” الكهرباء هي المبرر الأول لقلة مياه الشرب في المحافظة، علما أنه في تصريح إذاعي سابق له بتاريخ ١٧ آيار ٢٠٢١ كان المبرر شح الوارد المائي للمحافظة وليست مسألة كهرباء؟ ليأتي الجواب: إن وضع الكهرباء هذا العام عبارة عن ربع ساعة أو عشر دقائق وصل فلا يمكن مقارنته بالعام الماضي.

* 30% من محطات الضخ معفاة من التقنين

‏لفت م.اسماعيل على ارتباط عمليات الضح بتوفر الكهرباء، حيث يوجد في محافظة اللاذقية ١٣٧ محطة ضخ تم إعفاء ٥١ محطة من التقنين أي بنسبة ٣٠ بالمئة، وتتوجه المؤسسة لإعفاء محطات ضخ أخرى هي: محطة الرويمية ومحطة الطابيات ومحطة بيت لوحو ومحطة الطواحين ،علماً أن محطة الطواحين بدأ إعفاؤها منذ أسبوع، و وأمام الارتباط الوثيق بين توفر المياه والكهرباء وارتفاع تكاليف الإعفاء فإن المؤسسة تدفع ما يزيد عن ثلث موازنتها لإعفاء بعض المحطات.

 * استراتيجية العزل المائي للقرى

توجهنا بالسؤال لمدير مياه اللاذقية لماذا لا يتم التوجه إلى اعتماد الطاقة البديلة؟ و كان رده: لا يوجد ما يعرف بطاقة بديلة عن الكهرباء، ولكن هناك طاقات مساعدة، وهي طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، ولكن من الصعوبة بمكان اعتمادها لمحطات المياه وهي غير مجدية اقتصادياً بسبب ارتفاع التكلفة لتصل إلى مليارات الليرات السورية وعدم جدواها عملياً، أما للآبار فهي ممكنة وقد تم اعتمادها في منطقة جبلة لأربع آبار وهي بئر السنيبلة الأول والثاني و آبار كفر ديبل وآبار القلايع وفي ريف القرداحة ثلاثة آبار.

 * العشوائيات أثّرت على شبكة المياه

أشار م. اسماعيل إلى مسألة العشوائيات التي كثرت في المنطقة، وكانت على حساب المواطنين، لأن قسماً كبيراً من أبنيتها كان تنفيذها خاطئاً، كونها نفذت فوق شبكات المياه، فضلاً عن أن الشبكات أصبحت مهترئة، ويفترض أن يتم استبدال الشجرات القديمة من المياه، التي عمرها نحو أربعين عاماً، فتمديداتها كانت خاطئة أيضاً، ومع ذلك يلقي البعض باللوم على مؤسسة المياه. والموضوع يستدعي تضافر جميع الجهود، لأنه يوجد بعض المقصرين، كما هو الحال في أي مكان آخر، وبالمقابل يوجد هناك الكثير من الناس يعملون ليلاً ونهاراً، ولكننا نمر بظروف قاهرة، واستقرار الضخ يعني توافر الكهرباء لأي مكان ليشرب الناس، وهذا الأمر بحاجة إلى استقرار بالكهرباء أولاً.

 * المناطق السياحية مستقرة مائياً

أما بالنسبة لبعض المناطق السياحية: (صلنفة، وعيون الوادي ..) فوضعها مستقر، وهي تشرب من جورين (بحر مياه)، وكان يوجد هناك بعض الخلل، منذ فترة، وتمت معالجته. أما منطقة كسب، فتوجد لديها مشكلة مزمنة بالكهرباء.

* قوة الضخ تسبب انفجار المياه في الأرض

هذا وأكد م. اسماعيل أن شبكات مياه الشرب قديمة، وتحتاج إلى إصلاح، وإذا رفعنا من قوة الضخ، تنفجر المياه في الأراضي، علماً أن الضخ جيد بالنسبة للمياه، ونعمل على مد شبكات جديدة في الرمل الفلسطيني، والدعتور، كونهما من العشوائيات ، والتمديدات فيهما منفذة بشكل خاطئ، وغير منظمة، وأحياناً لانجد خطوط مياه لها، وهناك معاناة من مشكلة إيجادها. وكذلك، فقد تم مد شبكات جديدة في حي شريتح، والمشروع السابع وفي شارع أنطاكية وجميعها تمت معالجة الشكاوى فيها. وهكذا، عملنا متواصل دائماً، وفق خطة مبرمجة كل أسبوع أو أسبوعين.

 * اي صهريج لا يحمل ترخيصاً من مؤسسة المياه غير مسؤولين عنه

أكد م. اسماعيل بعد سؤاله حول ظاهرة انتشار بيع صهاريج المياه واستغلال النقص الحاصل بها على مبدأ “لكل أزمة تجارتها” أن أي صهريج لايحمل ترخيصاً من مؤسسة المياه غير مسؤولين عنه، وفي المدينة ممنوع منعاً باتاً وجود أية صهاريج مياه، إلا الصهاريج التابعة لمؤسسة مياه الشرب، وتعبئتها مجاناً للمواطنين، علماً أن مؤسسة المياه تعطي تراخيص للصهاريج الخاصة في الأرياف التي لاتصلها الماء، أما الصهاريج الخاصة المنتشرة حالياً فلا علاقة لنا بها، مع التنويه بأن تسعيرة تعبئة الصهاريج المرخصة، محددة حسب شرائح معينة.

* مياه الشرب يسبح فيها رواد الخمس نجوم

وحول سؤال عن حقيقة ما يشاع بأن مسابح منتجعات الخمس نجوم في اللاذقية تعبأ من مياه الشرب ما يحرم أعداداً كبيرة من المواطنين منها، أكد م. اسماعيل أن المنتجعات يتم رفدها بما يكفيها من المياه ولكن ليس لملء المسابح بل للاحتياجات العادية الأخرى مع التنويه إلى أن هذه المنتجعات السياحية ولضمان حصولها على حاجاتها من مياه الشرب، يفترض في ترخيصها بالأساس أن يكون محدداً لديها مصدر آخر للمياه، وليس الاعتماد على مياه الشرب فقط، كحفر آبار لها، مشيراً إلى أن مؤسسة المياه، أجرت دراسة لحفر آبار في منطقة رأس شمرا، ورأس ابن هاني، كما وتقوم بمد خطوط مياه كاملة للشاطئ، وتعطي منها للمنتجعات جمعيها مثل لاميرا، لاواديسا، نادي شاليهات الضباط وغيرها. شريطة أن يلتزموا بدفع تكاليف المستحقات المطلوبة عن ذلك.

* شكاوى مؤتمتة قريباً

هذا وختم م. اسماعيل قائلاً: نعمل على قاعدة بيانات للخطوط في اللاذقية كافة، حيث يتبين لدينا من خلالها: أين توجد الخطوط في كل منطقة، أو قرية..؟.
ونتوجه حالياً إلى الأتمتة، ونعمل على تطويرها من خلال نظام معلوماتي، وتم تخصيص صفحة شكاوي متطورة، تحوي تفاصيل عن الشكوى، وبيانات لتعبئتها من المواطنين، وأي مواطن يمكنه تقديم شكوى، ويستطيع متابعتها برقمه على موقع المؤسسة، وهي ستدخل مرحلة التجربة في غضون أيام قليلة.
خلاصة القول، وبناء على على حوارنا مع مدير مؤسسة مياه اللاذقية، تقوم المؤسسة باستنفار كامل كوادرها وطاقاتها لسد عجز المياه الوفيرة فعلاً والشحيحة على أرض الواقع بسبب تراكم سوء التخطيط والتنفيذ لسنوات طويلة على أمل أن نلمس هذا التحسن بتحسن واقع الكهرباء لتعود التوءمة تعمل كتفاً لكتف وتروي ظمأ أهل اللاذقية قريباً.

 ميساء رزق- تغريد زيود

تصفح المزيد..
آخر الأخبار