سوريا بعد عام على التحرير.. وولادة جديدة

الوحدة- ندى سلوم

يُمثّلُ يوم الثامن من كانون الأول 2024 منعطفاً تاريخيّاً وتحوّلاً جذرياً هائلاً في حياة الشعب السوري الذي طالما حلمَ بنسائم الحرية، مُعلناً فجر هذا اليوم نهاية حقبةٍ مظلمةٍ اختزنت في تفاصيلها ظلماً وإرثاً أسود ثقيلاً من الدماء والدمار والقهر والإجرام، خلّفه النظام الاستبدادي البائد الذي جثم على صدور السوريين أكثرَ من خمسين عاماً ارتكب فيها أفظع الانتهاكات وأقساها.
وها نحنُ في ذكرى التحرير الأولى، نحتفلُ بهذا اليوم المفصليّ، يومَ أشرق أوّل صباحٍ لشمس الحرية بعد ظلمات أطفأت بريق العيون، وبعد صبرٍ وطول انتظار عاشته سوريا في ظلامٍ دامس، فازدهر الحلمُ، وتفتّحَ الرجاء في النفوس المنهكة كتفتّح الورود بعد الغيث.
ويأتي الاحتفال بهذه الذكرى ليكمل ما بدأته الثورة السورية المباركة عام 2011 بأجمل انتصار على طغيان وإجرام النظام البائد الذي امتهن إهانة كرامة السوريين، فانبثقت مرحلة جديدة من العزة، والحرية، والعدالة، وسجّل التاريخ حكاية شعب صامد أراد الحياة مسطراً قصة فرحٍ بالآتي، وهذا ما عبّر عنه وزير الثقافة محمد ياسين الصالح من خلال الأبيات الشعرية التالية التي تعكس معاناة وألم وصبر السوريين وإصرارهم على تحقيق النصر والكرامة:
لقد صُمنا عن الأفراح دهراً
وأفطرنا على طبق الكرامة
فسجّلْ يا زمان النّصر سجّلْ
دمشق لنا إلى يوم القيامة
نعم، إنّها ذكرى أحد الصباحات الكانونية – صباحٌ هو لحظة فارقة تُنهي عهد نظام غاشم أذاق العذاب والويلات لشعبه، ليس ذلك فقط، بل ترك وراءه الملايين من المهجّرين والمغيّبين والمنفيّين.
ختاماً نقول: مباركٌ لسوريا الجديدة أروع انتصار مُحقق بعد نضالٍ وكفاح غالٍ وثمين، فمن صنعوا هذا الفرح ودفعوا أرواحهم ثمناً لهذا اليوم، غابوا عن لحظة الانتصار والفرح بالتحرير، وواجبٌ علينا ذكرهم وتقديرهم… فلنحتفل بهذا النصر العظيم، ولننهض من تحت الركام، ونعيد بناء سوريتنا الجديدة لتحقيق الحلم بوطن حرّ مزدهر، وبمستقبلٍ جديدٍ ملؤه العدالة والمحبّة والحريّة والسلام والأمان.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار