في زحمة الأخطاء الطبية والتجارة .. أطباء متمسكون بإنسانيتهم العالية

الوحدة 13-6-2022 

 

الطب مهنة إنسانية بالدرجة الأولى، مهما كانت الظروف في السلم والحرب وفي أصعب الظروف. وإذا كان لقب ملائكة الرحمة يُطلق على العاملين في المجال التمريضي، فلقب المنقذ يُطلق على الحكيم الذي ينقذ الأرواح ولو على حساب حياته وراحته، وبعيداً عن الحالة المادية الخاصة به وبالمرضى الذين يرتادون عيادته. قد يقال الظروف المادية الآن صعبة على الدكتور وعلى المريض، لكن تظل العلاقة التي تحكمها تلامس الضمائر لتحل علاقة مختلفة من نوع خاص ملامحها إنسانية تحكمها الضرورة والحاجة للعلاج، وفي بعضها يكون وضع المريض أقرب إلى الإسعافي من خلال حالات واقعية عديدة أثبت الكثير من الأطباء إنسانيتهم بالتزامن مع مهارتهم، فهم يتابعون المرضى وجاهزون للرد على هاتفهم في كل الأوقات، والبعض القليل ابتعد بعمله عن تلك المعادلة الشديدة الحساسية. وكأمثلة رأيناها أو تقدم بها المرضى نستعرض الحالات الآتية : في وقت ذروة الكورونا كان رئيس الشعبة الصدرية في إحدى المشافي العامة متواجداً أغلب الوقت بين مرضى الكورونا، يعالجهم في المشفى وأنقذ حياة الكثير منهم. كان عطاؤه بلا حدود لدرجة نسي سلامته وأصيب بالمرض وعاش تجربة صعبة لكن تكللت بسلامته ربما لدعاء المرضى له بالسلامة. مثال إيجابي آخر : رئيس شعبة الجراحة الفكية في مشفى عام يجري العمليات الجراحية ، وينقذ مرضى يعانون من تشوهات في الفكين ضمن المشفى، وقد تكون عدة عمليات على مراحل لذات المريض، يراجعه بالمشفى على أمل تقريب موعد المرحلة الثانية، وأغلبهم من الفقراء فهو أملهم ومنقذهم، وفي عيادته البسيطة يقدم مهارته للبسطاء. وحين سألناه لم لا يقوم بتحديث العيادة قال: التكلفة عالية جداً وستكون شراكة مع أحد وستنعكس على الأسعار وبهذه الحالة أين سيذهب هؤلاء الفقراء؟… لن أتخلى عنهم. وكمفارقة، ومثال عكسي واقعي : ذهبت فتاة لعيادة طبيب أسنان ومعها صورة البانوراما للفكين ولا تعاني من أي ألم، لكن لتطمئن على حالتها فقال لها: عندك العديد من الخراجات وتحتاج معظم الأسنان للإصلاح وبعضها للتلبيس، وطبعاً سحب الأعصاب. دهشتها أكبر حين قال لها التكلفة تتجاوز سبعة ملايين ليرة. فقالت له: أنا لا أعاني فكيف يوجد خرّاجات؟ رده كان غريباً : وجود خلايا سرطانية في الفم لايشعرك بالألم.. خرجت من عيادته وهي مذهولة و بحالة اكتئاب، لكنها بعد أن ذهبت لطبيب آخر إنساني، أكد لها أنها لا تحتاج إلى أية معالجة لأسنانها وهي بحالة جيدة جداً. وفي مثال يبعث على التفاؤل : زرنا طبيب داخلية في عيادته كمرضى، فرفضت الممرضة أخذ مبلغ فوق بطاقة التأمين بناء على أوامر الطبيب وكانت عيادته تمتلئ بالأدوية، وحين سألناه عنها قال: بعد قليل لن تجدوا أي منها ستوزع على الجمعيات. وفي اختصاص النسائية قالت مريضة : كنت مضطرة لإجراء استئصال بوليب في بطانة الرحم بالتنظير ولأجل هذا ذهبت لطبيبين الأول في مقتبل عمره وببداية عمله الطبي طلب مليوناً ونصف المليون ليرة لإجرائها في مشفى خاص، والثاني طلب فقط ٦٠٠ ألف ليرة ، وبذات المشفى رغم فارق الخبرة فهو طبيب قدير وأستاذ وصاحب باع و تجربة كبيرة في هذا الاختصاص.

صباح قدسي – لانا شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار