الوحدة 13-6-2022
بعد ولادتي بالولد الأول بأربعة أشهر بدأت أشعر بألم شديد جداً في البطن، مما أدى لدخولي المستشفى بشكل إسعافي، وتم تحويلي إلى العملية مباشرةً، هذا ما قالته السيدة محاسن في بداية حديثها عن معاناتها، وتابعت قائلة: قام الطبيب بفتح جرح القيصرية واستغرقت العملية أكتر من ساعة، وشخص الحالة على أنها كيسة على المبيض انفجرت وثقبت وريداً شعرياُ، وأكد أن الوضع أصبح ممتازاً كما نبّه بعدم حدوث حمل لما بعد العام من العملية، وبعد أكثر من العام والنصف بدأت أفكر بالحمل ، وهنا بدأت المصاعب وعندما لم يحدث الحمل، استشرت أكثر من طبيب.. طبعاً اختلفت تشخيصاتهم وأقاويلهم، أحدهم قال: يوجد سائل برتش دوغلاس الذي يمنع الحمل. آخر قال: هذا السائل ممكن أن يكون سلاً ووضع خطة علاجية فاشلة. الدكتور الثالث قال: الأبواق مغلقة تتطلب عملية فتح طبعاً لم أستفد شيئاً، الدكتور الرابع قال: بوليبات بالرحم أحتاج إلى تجريف، كذلك عملية جديدة فاشلة .. سافرت إلى دمشق، وهناك ارتأى الطبيب أنني بحاجه إلى تنظير بطن وباطن رحم واكتشفوا حينها أن الالتصاقات الناتجة عن الوضع متطورة جداً وأصبحت داخل وخارج الرحم، وأصبحت الأنابيب متضررة وغير فعالة يجب قصها وكيها، وأصبحت أمام مشكلة أن الحمل لا يمكن أن يحدث بدون طفل أنبوب والسبب من البداية خطأ طبي أثناء الولادة. أما الطفلة زينة، عمرها أربع سنوات ونصف، تعاني من التهابات بولية متكررة، بدأت معها الحالة بعمر الثلاث سنوات، استمرّ العلاج عند طبيب الأطفال لمدة سنة ونصف. كان من الممكن اختصارها إلى ستة أشهر، وذلك بسبب تأويلات كثيرة ومتعددة. فطبيب الأطفال غالباً يختار الطريق الأطول من أجل عدم تعريض الطفل لعمليات جراحية، ولكن الرحلة الطويلة أنهكت الطفلة والأهل خصوصاً عند تناول جرعات كثيرة من أدوية الالتهابات والإبر، تعارضت آراء الأطباء حول الحالة، فبعد إجراء صورة للمثانة بالطريق الراجع ارتأى طبيب البولية أخذ الطفلة لمضاد حيوي، إلا أن طبيب الأطفال رفض ذلك بأنها طريقة قديمة وتنقص من مناعة الطفل، وبعد الانتقال لطبيب بولية آخر ارتأى أنها بحاجة للتنظير، ويكون بذلك عملاً استقصائياً وعلاجياً في آن واحد. في الحقيقة عبارة أحد الأطباء كانت قاتلة بعض الشيء حين قال: إنه يعجز عن حل مشكلة الطفلة بالرغم من شهرته الواسعة، ولكن الأهل قالوا: إن عجز الطبيب، فلن يعجز الشافي وبالفعل بعد عرضها على طبيب بولية آخر وطبيب أطفال آخر تم حل المشكلة من خلال عملية التنظير والحمد لله. كانت الطفلة تعاني من ارتفاع الحرارة وعدد الإبر الذي بلغ حوالي ال 70 إبرة، وهذا ما سبب قلق الأهل، خصوصاً اختلاف الأدوية من طبيب إلى آخر، ولم يقتصر الاختلاف على الأطباء فحسب وإنما على المخابر أيضاً. فأحياناً يشك الطبيب بنتيجة المخبر ليعيده الطبيب إلى مخبر آخر، أيضاً المراكز الخاصة بالتصوير الشعاعي لها نصيب من إلحاق الأذى، فصورة المثانة بالطريق الراجع تمت بظروف غير صحية مما أدى إلى إصابة الطفلة بجرثومة جديدة. عند إصابة الطفل بمرض معين عدة مرات يفضل مراجعة طبيب مختص فمراجعة أربعة أطباء أطفال زادت الأمر تعقيداً لاختلاف الآراء، فمنهم من رأى أن الإمساك مسبب قوي لالتهاب المسالك البولية، ومنهم من رأى أن الأمر شائع وركزوا على الوقاية وليس العلاج، فمعظم التعليمات كانت وقائية من حيث النظافة والتعقيم وشرب الماء بكثرة ليحسم طبيب البولية الأمر بأنها تعاني من تضيق في الحالب.
بتول حبيب