الوحدة 23-5-2022
طالما كان التجميل ضرورة أحياناً وبطراً أحايين أخرى ،وما بين الضرورة والبطر انقسم من يلجأ للتجميل إلى قسمين، أحياناً تكون حاجة لتعديل تشوه ما ، وأخرى إلى زيادة في الجمال كما اعتقدت بعضهن أو اعتقد بعضهم .
التقينا طبيب الجراحة التجميلية د. فادي الكش ليطلعنا على واقع التجميل والإقبال الشديد من قبل السيدات وحتى بعض الرجال حيث قال : مجال التجميل من أكثر الاختصاصات التي تسبب المشاكل وذلك بسبب غياب الرقابة على من يمارسون المهنة من خارج الاختصاص أو على من لا يحمل تراخيص. فقد أصبح الأطباء يمارسون هذة المهنة بشكل عشوائي بسبب مدخولها المادي ولا يكترثون بأن أي خطأ سيسبب آثاراً جانبية وتشوهات على المريض، فالتجميل من أكثر الاختصاصات التي تحتاج إلى دقة واهتمام.. أما عن المواد المالئة. فهناك صعوبة بالحصول على مواد أصلية، حيث أن مادة الفيلر متوفرة بأنواع مختلفة ومنشأ مختلف أما مادة البوتوكس متوفر منه الكوري والفرنسي والألماني والصيني ولكن التكاليف أصبحت باهظة كونها مواد مستوردة.
وأضاف د. الكش : الإقبال جيد جداً، فالمرأة تفضل التجميل على أي إجراء طبي آخر غير إسعافي، فمثلاً ممكن أن تؤجل عملية استئصال مرارة محصاة مقابل إجراء عملية تجميل أنف.
و بيّن د. الكش أن الأخطاء الشائعة تتعلق أولاً: بطموح المريضة الذي يكون مختلفاً عن الواقع الممكن تحقيقه فالمريضة قد ترسم لنفسها صورة ونتيجة جمالية ما والتي تكون في بعض الأحيان غير قابلة للتحقيق من قبل الطبيب.
ثانياً : عدم مصداقية بعض الأطباء بخصوص النتائج الجمالية الممكن تحقيقها أو الوصول إليها، حيث إن نتيجة كل إجراء تختلف من امرأة لأخرى. ثالثاً: ممارسة المهنة من قبل أطباء غير اختصاصيين وغير مؤهلين للإجراءات التجميلية بل وتجاوز الأمر لممارسة المهنة من قبل أشخاص غير أطباء تحت مسمى خبراء تجميل. رابعاً: استخدام المواد غير الجيدة بالإضافة إلى عدم التجهيز الجيد لمتطلبات العمل الجراحي مثل (تأمين وحدات الدم – المعدات والخيوط الجراحية الجيدة – مواد وتجهيزات التخدير) .. وفي الفترة الأخيرة لوحظ الإدمان الشديد على عمليات التجميل بسبب الابتعاد عن المعايير الصحيحة والعالمية للجمال والاتجاه نحو المبالغة بل أصبحن يفاخرن بكثرة عمليات التجميل والسعي للتشبه بالفنانات وغيرهن.
وختم د. الكش حديثه قائلاً: من الضروري نشر ثقافة الوعي الجمالي الصحيح واللجوء إلى الطبيب الذي يحمل الاختصاص الصحيح والترخيص واستشارته والابتعاد عن أصحاب الصفحات والسماسرة الذين لا يأبهون بمصلحة الفتاة أو السيدة الراغبة بالتجميل لأنه في حال حدوث الخطأ من الصعب جداً إصلاحه . ودرهم وقاية خير من قنطار علاج.
بتول حبيب