الوحدة : 1-5-2022
هنَ اللواتي احتار الصبر بصبرهن، وسقط المحال أمام عزيمتهن، أمهاتٌ من بلدي، طرزنَ عمرهن بشهادة أبنائهن، وبالزغرودة التي جابت الآفاق افتخاراً بهم.. اليوم، لمن يصنعن حلويات العيد، وفلذات أكبادهن لن يطرقوا أبوابهن لا بإجازة ولا بـ (كيس كعك)! أمهات الشهداء في بلدي الحبيبة، تنحني أمامكن الهامات، فأنتن الأسمى في زمن الوجع، وأنتن الأحلى في وقت الضيق والمعاناة، نتقدّم منكن بأحلى التبريكات بعيد الفطر السعيد، وكل عام وأنتن بألف خير.. ولبلد عشقت المجد، وشمخت بمحبة أبنائها لها، لسورية منبت الشمس ومآل الفخار، كل الحب والتقدير، كل الفخر بالانتماء لترابها.. وللجيش العربي السوري، رجال الحقّ، حماة الديار، المرابطين على تخوم المحال، القابضين على سيف العزّة، لكل جندي وصف ضابط وضابط، كل عام وأنتم بألف خير، أنتم من يرسم النصر، وأنتم من يصون الحق، ويحمي التراب، أنتم حراس العيد، فلولاكم لم يكن العيد.. ولك، يا أخي في الإنسانية، أنت أيها المواطن البسيط، والذي ربما لا تستطيع أن تشتري كيلو حلوى لأبنائك في هذا العيد، ومع هذا تبدي كل الغنى بتعففك، يليق بك العيد، وتستحق تحيته، ويكفي أن تزرع في بيتك وأسرتك ضحكة من قلب صادق، فقد تكون أهمّ بكثير من كلّ ولائم الدنيا وزخرفها.. للعيد في بلدي وجعه كما فرحه، وللعيد في بلدي حكايات الدمع ومشاوير الفرح، ومهما ضاقت بنا الأحوال، فلدينا قلوب عامرة بالحبّ، وكل عام والجميع بألف خير.
إيفا الحكيم