منتدى الأعمال السوري الكوري … خطوة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي وبناء الشراكات

الوحدة – غانه عجيب

أكد سفير كوريا الجنوبية في لبنان، والمكلف بتسيير شؤون بلاده في سوريا غيوسوك جون، على الأهمية البالغة لمنتدى الأعمال السوري الكوري الأول الذي عُقد في دمشق، معتبراً إياه خطوة محورية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيراً إلى أن المنتدى جمع قادة الأعمال والمستثمرين وممثلي الحكومة لاستكشاف فرص جديدة وتبادل الخبرات وتحديد مجالات الشراكة الواعدة.
وأوضح جون أن هدف بلاده يتجاوز مجرد تسهيل التجارة والاستثمار، ليشمل بناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد تعود بالنفع المتبادل، وقال: نؤمن إيماناً راسخاً بأن التعاون الاقتصادي يمكن أن يلعب دوراً رئيسياً في تعزيز الاستقرار والتنمية وتوطيد العلاقات الثنائية، لقد عكس التفاعل الإيجابي في المنتدى التزاماً مشتركاً من كوريا وسوريا لتوسيع التعاون وخلق فرص ملموسة للشركات والمجتمعات في كلا البلدين.
وبيّن جون أن تعاون بلاده مع سوريا يعتمد على نهج متوازن يقوم على ركائز مترابطة، تشمل التعاون الدبلوماسي ودعم الاستقرار. وأضاف: نحن منفتحون على مساعدة سوريا في تحقيق انتعاشها الاقتصادي، من خلال تشجيع شركاتنا على استكشاف الفرص المتاحة.
حدد جون عدداً من القطاعات التي ترى فيها كوريا الجنوبية فرصاً مثمرة للتعاون مع سوريا، بما في ذلك: البنية التحتية والطاقة، والرقمنة وتكنولوجيا المعلومات، والتعليم والبحث العلمي.
ولفت جون إلى أن التجربة الكورية الناجحة في إعادة الإعمار بعد الحرب، وتطوير البنية التحتية، وتحديث الاقتصاد، يمكن أن تشكل نموذجاً مفيداً لسوريا في مرحلة التعافي وإعادة الإعمار.
أشار جون إلى أن الثقافتين السورية والكورية الغنيتين تشكلان أساساً متيناً لتعميق أواصر التعاون الثقافي، وذكر أن ذلك يمكن أن يتحقق من خلال مبادرات تشمل برامج تعليم اللغات، والتبادل الأكاديمي، والتعاون في مجالات السينما والموسيقى والأدب، مما يسهم في تعريف الشعب الكوري بالتراث السوري الثري والتاريخ العريق لسوريا التي تحتل مكانة فريدة.
يأتي انعقاد المنتدى في إطار تطوّر ملحوظ للعلاقات بين البلدين، شهد مؤخراً عدة خطوات مهمة: في شباط الماضي، زار وفد كوري جنوبي دمشق، والتقى وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، حيث تم الاتفاق على العمل لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.
وفي العاشر من نيسان الماضي، وقّعت الدولتان اتفاقاً للعمل الدبلوماسي وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بما يخدم مصالح الشعبين، مع الاتفاق على فتح السفارات وتبادل البعثات الدبلوماسية.
وتشهد العلاقات السورية الكورية حالياً توسعاً في مسارات التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي، وذلك في ظل اهتمام كوري متزايد بدعم الاستقرار والتنمية في سوريا، بالتوازي مع جهود دمشق لتعزيز انفتاحها الخارجي وجذب الخبرات والشراكات الدولية التي تسهم في عملية التعافي.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار