الوحدة – يمامة ابراهيم
لم يكن أكثر المتفائلين بسوريا يتوقع أن تحصد هذه الغلة الوافرة خلال عام واحد من التحرير، كما لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع لها هذا الحضور والألق في الفترة القصيرة عينها.
لن نقول أن الانطلاقة الموزونة قد بلغت مداها، وحققت أهدافها لأننا إذا قلنا ذلك نكون قد جافينا الحقيقة، وابتعدنا عن المنطق، فرحلة البناء والانفتاح والاستثمار واستنهاض القوى لازالت في البدايات وفي خطواتها الأولى، ومع ذلك فإن تلك الخطوات كانت كبيرة بل عملاقة إذا ما قيست بالمدة الزمنية القصيرة التي لم تطو العام الأول بعد.
نحن هنا لسنا بصدد تسليط الضوء على ما تحقق وما هو مأمول، ولن نتطرق إلى عشرات المراسيم والقوانين والقرارات التي اتخذت كي يكون الأساس قوياً قادراً على حمل المشروع الوطني في البناء والإعمار، فهناك العديد ممن تحدث عن ذلك.
ما ميز العام الأول من التحرير هو شفافية ووضوح الأهداف، وهذا ما تم طرحه أمام الأشقاء والأصدقاء بشكل علني متكامل دون ترك أي مجال للتأويل أو للثغرات، فسوريا لا تشكل خطراً على أحد وبناء الاقتصاد وإعادة الإعمار وإعادة المهجرين هدفها المعلن، ولأجل ذلك كان السعي لرفع قانون قيصر وجميع العقوبات المفروضة على الشعب السوري.
استشراف المستقبل من خلال تحديد الأولويات لنهوض دولة عصرية تحاكي الأمم التي امتلكت مفاتيح التطور والازدهار.
ما تحقق في عام يعتبر إنجازاً كبيراً في الزمن، والبلاد إلى نهوض وحركة متسارعة إلى الأمام، وما دام النهوض سليماً فإن الأمل بالمستقبل سيتحقق بالحب المتبادل بين أبناء الشعب من جهة وبفضل جهودهم الخلاقةمن جهة ثانية، وكل ذلك في سبيل تحقيق الأمل المنشود في بناء دولة الغد.