الوحدة – ريم ديب
تمر علينا هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لتحرير سوريا، وهي ذكرى لا تمثل فقط انتصاراً عسكرياً، بل تمثل انتصاراً للإرادة الإدارية والسياسية التي تجسدت في أداء الحكومة الجديدة. لقد أثبت العام المنصرم أن سوريا باتت في أيدٍ أمينة، وأن القيادة الحالية تمتلك من الحكمة والرؤية ما مكنها من تحويل ركام السنوات العجاف إلى ورشة عمل وبناء لا تهدأ.
منذ اللحظة الأولى عملت الحكومة الانتقالية بصمت وتفانٍ، مبتعدة عن الشعارات البراقة، لتنجز على الأرض ما كان يعتبر مستحيلاً. لقد كان إقرار “الإعلان الدستوري” بمثابة البوصلة التي وجهت السفينة نحو بر الأمان، مرسخاً دعائم دولة المؤسسات التي طالما حلمنا بها، وقاطعاً الطريق على الفوضى بحنكة سياسية يشهد لها الجميع.
وفي ملف العدالة سجلت الحكومة أنصع صفحاتها البيضاء، فقرار إلغاء المحاكم الاستثنائية وتبييض السجون لم يكن مجرد إجراء قانوني، بل كان قراراً شجاعاً أعاد الكرامة للمواطن السوري، وأكد أن عهد الظلم قد ولى إلى غير رجعة. لقد تعاملت الحكومة مع هذا الملف الشائك بروح المسؤولية العالية، واضعة حقوق الإنسان فوق كل اعتبار عبر تفعيل الهيئات الوطنية المستقلة.
أما على الصعيدين الأمني والعسكري، فقد حققت القيادة إنجازاً استراتيجياً بدمج الفصائل وتوحيد البندقية تحت راية “الجيش الوطني الموحد”. لقد أصبحنا اليوم نمتلك مؤسسة عسكرية وطنية محترفة، عقيدتها حماية الوطن والمواطن تدعمها شرطة مجتمعية تسهر على أمن الناس بمعايير حضارية، ليعود الأمن نعمة ملموسة في كل شارع وحيّ.
ولعل الناظر إلى الواقع الخدمي يرى بوضوح بصمات العمل الدؤوب، فالمدارس التي نُقّيت مناهجها من شوائب الماضي فتحت أبوابها لجيل جديد، وعجلة الخدمات والدوران الاقتصادي بدأت بالتحرك بفضل السياسات الحكومية الرشيدة التي شجعت الاستثمار وضمنت حقوق الجميع.
إن ما حققته الحكومة الجديدة في عام واحد يعادل ما تعجز دول عن تحقيقه في عقود. إنها حكومة تمثل نبض الشارع، وتعمل ليل نهار لخدمته. اليوم، ونحن نحتفل بهذا العهد الجديد، نجدد ثقتنا المطلقة بهذه القيادة الوطنية، ونقف خلفها صفاً واحداً لاستكمال مسيرة البناء والنهضة. هنيئاً لسوريا حريتها، وهنيئاً لنا بهذه القيادة التي تصنع فجرنا الجديد.