الوحدة : 1-4-2022
مجموعة من مبدعين .. وقفوا فوق مسرح حزين ..العتمة عنوان، وديكور يفي بالغرض .. وقفوا كأشباح مختبئة في عتمة الخشبة ضمن مسرح مكتظ بالجمهور .. وقفوا دون كواليس .. أو مخابئ .. لا عجب .. هم أشباح بالنسبة لمشاهد .. هكذا تراهم … لكنهم، وبسرعة البرق .. بقوة الحضور، بالإبداع .. بهشاشة الموقف، بل بقوته .. بقوة الشخصيات التي لعبوها .. أوجدوا أنفسهم … قد تشعر كمتفرج أنه يمكنك، وبإصبعك أن تخترق جسد أحدهم .. لكنك تصعق حين ترى الإبداع يولد بهدوء .. بمشهد .. بتعبير عفوي غير محفوظ .. بمشهد ترسمه ريشة فنان ..وتوجده اللحظة. والحكاية : أن بطلاً قادماً إلى المكان ليصنع العدالة .. البطل كذبة قد تكون .. والعدالة … الكذبة أوجدها الظرف، والوضع، والمكان .. أوجدتها الصدفة، وتلقفها حاكم البلدة، ورئيس المحكمة، ومدير السجن، ومدير المشفى , و , و … وبقوة، وحماسة زائدة أوجدها الخراب، والفساد في مدينة مباحة مكرسة لمصلحة فرد هو رئيس دائرة، أو مدير سجن، أو مسؤول عن مصنع، أو مدير مشفى … وكانت المفارقة .. ضيف المكان المنتظر المسؤول الذي جاء ليقف عند التفاصيل، ويعيد الحق لأهله .. لم يأت .. حدث خطأ في فهم الشخصية القادمة .. وكان ما كان .. ما رأيناه .. هو مسرح هزلي جميل لكنه مؤلم، وحزين .. مجموعة من شباب طرطوس المبدعين اجتمعوا في عمل هو الجزء الأول من نتاج المختبر المسرحي .. وكانت القصة. ” مين المفتش؟ ” .. عنوان المسرحية التي قدمها مسرح طرطوس القومي على مدى ثلاثة أيام متتالية كورشة عمل لمختبر موج المسرحي الذي ضم مجموعة متميزة من فنانين بإشراف المخرج غيث حسن، والسينوغرافيا للفنان نغم عرنوق، ومحمد بسام علي في الإضاءة، وفي التمثيل كان الفنان المبدع رامي الخطيب ومحمد خضر لطش و معتز أحمد، وهيلينا إبراهيم ودينا يوسف وحسن سلموني وأيوب محمد، وبمشاركة العازف الطفل خضر حمدان على الرق. ” مين المفتش؟” : تنويعات شرطية على نص المفتش العام لنيقولاي غوغول .. والمناسبة يوم المسرح العالمي.
سعاد سليمان