الوحدة – نعمان أصلان
قال الخبير الاقتصادي عصام تيزيني: “إنّ الإجابة على سؤال الآثار المتوقعة لسياسة الانفتاح الذي شهدته سوريا خلال عام من عمر الحكومة الجديدة على سوريا وعلى اقتصادها من أكثر الأسئلة التي تطرح علينا كاقتصاديين في هذه الأيام، مشيراً إلى أنه كأحد هؤلاء الاقتصاديين يجيب على هذا التساؤل بالقول:
إن بوابة سوريا وبفضل هذا الانفتاح قد باتت مفتوحة أمام العالم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، حيث باتت علاقة سوريا مع الغرب وعلاقة الغرب مع سوريا حتى من الناحية الاجتماعية ذات نمط مختلف تماماً خاصةً، وأنّ المجال قد أضحى متاحاً أمام الغرب للتعرف على سوريا بشكل أكثر موضوعية ووضوحاً، وذلك من خلال الزيارات المكثفة التي قام بها المسؤولون السوريون إلى دول كانت لاتعرف عن بلادنا إلا الشيء القليل، تلك الزيارات التي جعلت من سوريا قصة تتحدث عنها المجتمعات الغربية التي غيرت نظرتها إلى سوريا والمجتمع السوري لتصبح تلك النظرة قائمة على الاحترام بعيداً عن تلك الصفات التي كان يوصف بها هذا المجتمع ولم تكن فيه أصلاً، وكان يروج لها النظام البائد الذي لعب دوراً كبيراً في تشويه صورة السوريين أمام العالم.
وأما في الاقتصاد، فقال تيزيني إن النظرة إلى سوريا قد تغيرت أيضاً، حيث أصبحت بلادنا مفتوحة على العالم اقتصادياً، وأصبح التاجر والمستثمر الأوروبي والآسيوي والشرق آسيوي يفكر في الاستثمار في سوريا بعد أن كانت الأبواب موصدة أمامه بشكل مقصود، وهذا ما يعني أن سوريا هي التي فتحت أمام العالم وليس العالم هو من فتح أمامها، فالغرب يحتاج لسوريا منذ عشرات السنين لما تملكه من موقع وثروات وإمكانيات وشعب وتاريخ عريق، وكل هذه المقومات كانت مغلقة أمامه من قبل النظام البائد ومن كان يساعده لذلك وجدنا الغرب وفي الأيام الأولى من بعد انتصار سوريا وسقوط الطاغية ينهال عليها، فقد رأينا وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا في دمشق في الأيام الأولى من النصر في خطوة لها أبعادها الاقتصادية كما السياسية، فهؤلاء الوزراء جاؤوا ليقتنصوا الفرص في هذا البلد الغني بالفرص والإمكانات التي تغري الدول والمستثمرين بالقدوم إليه والعمل فيه، وخصوصاً بعد أن زال الرهاب والخوف من الذين كان النظام البائد يعمل على إلصاق صفتهم بالإرهاب، والذين قادوا عملية التحرير وأثبتوا أنهم قوة يمكن الاعتماد عليها في تحقيق غاياتهم وغايات السوريين في آن واحد.
ويضيف الخبير تيزيني في هذا المجال بالقول لقد استطاع من حرر سوريا وعلى رأسهم السيد الرئيس أحمد الشرع من خلال الوفود التي تم استقباله والزيارات الخارجية التي تم القيام بها من إعادة التواصل المدفوع بلغة المصالح المتبادلة بيننا وبين الغرب الذي له مصالح معنا كما لنا نحن مصالح معه نسعى لتحقيقها بعد خروجنا من ظل نظام الاستبداد، مبيناً من هذا الباب أن اقتصاد سوريا خلال الفترة المقبلة سيكون له شأن عظيم.
مع الإشارة هنا إلى أن التأخير في قدوم الاستثمارات وخصوصاً من رجال الأعمال والمستثمرين المحليين ما هي إلا مرحلة مؤقتة، وتنتظر الاستقرار علماً بأن مستوى هذا التردد أقل بالنسبة لرجال الأعمال الغربيين، وخصوصاً أصحاب الشركات الكبرى منهم الذين بدأوا بالقدوم بالتوازي مع العمل لإرساء الاستقرار الذي تعمل القيادة السورية لترسيخه بخطوات هادئة وثابتة.
ولفت تيزيني إلى الارتباط الوثيق ما بين الاقتصاد والاستقرار والتمكين السياسي الذي يعمل الساسة الجدد لترسيخ أركانه مؤكداً أن هذا الأمر يحتاج لبعض الوقت، مشيراً في هذا المجال إلى أن كل المؤشرات تشير إلى أن الأمور تسير في هذا الاتجاه، وهو ما سيكون له تأثير إيجابي على قدوم الاستثمارات المحلية والمغتربة والأجنبية التي ستعيد سوريا إلى ماكانت عليه قبل فترة الستينات قبلة للاستثمار والتنمية في الشرق، بعكس ما كانت عليه في عهد النظام البائد الذي عزل سوريا عن العالم، وجعلها أسيرة لكل الحركات الاستبدادية في العالم.