الوحدة : 18-3-2022
يبقى يوم العيد مناسبة للاحتفال بالمعاني الإنسانية العميقة ، خاصة عندما يتعلق الأمر برموز مدت قاماتها لتكون جسوراً وصلة وصل بين الأجيال لتتناقل فيما بينها إرث التاريخ وموروث الحضارات. وللمعلم رسالته السامية التي يقدمها للمجتمعات بمختلف ثقافاتها وحضاراتها، فمهنة التربية والتعليم مهنة إنسانية خلّاقة ، يمكن أن تدعم الإنسان وترفعَه إلى أرفع وأعلى مراتب الحياة، و هذا ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد أمس خلال لقائه مع المعلمين القادمين من كل المحافظات السورية من أصحاب مسيرة عطاء تزيد على عشرين عاماً مرحباً بهم بالقول : ( أرحب بكم جميعاً معلمين ومعلمات جنوداً في معركة بناء الإنسان والعقل والفكر…. جنوداً في الدفاع عن هويتنا وثقافتنا وانتمائنا عبر تحصين أبنائنا بالوعي والعلم والمعرفة…أنتم رسل العلم و المعرفة، و أنتم المؤتمنون على مستقبل أجيال الوطن، وانتم حراس المبادئ والقيم التي تشكل هوية أمتنا و جوهر حضارتها و أسس بقائها) . فعيد المعلم مناسبة تحمل أسمى معاني العطاء والتضحية لتكلل بالتقدير والعرفان مسيرة أشخاص يتمتعون بصفات كريمة تتسامى بتضحياتهم لتنير الدرب وتزرع الأمل بالمستقبل الجميل الواعد. كاد المعلم أن يكون رسولا .. هذا ما تغنى ويتغنى به الشعراء على المدى محاولين الإحاطة بسجل حافل لأشخاص ما عرفوا إلا العطاء فكانوا مثالاً وقدوة خلاقة في الحياة همها إضاءة الدروب وتقويم المسارات… وفي عيدك نقول لك : جميلٌ أن يضع الإنسان هدفاً في حياته يثمر طموحاً يساوي طموحك في بناء جيلٍ بأكمله أيها المعلم المعطاء .. فمنك تعلمنا أن النجاحات والإبداعات لا يحصدها إلا من يقدر معناها ويعمل بجد للوصول إليها . . ومنك تعلمنا أن المستحيل يتحقق في دراستنا وأن الأفكار الملهمة تحتاج إلى من يغرسها في عقولنا عطاءً وآمالاً وتضحيات شتى تُنثرُ من أجل الوصول للأسمى، وهل هناك أسمى من رسالتك على المدى، رسالتك التي تؤكد أنه بالعلم وحده ترتقي الأمم وتزدهر الشعوب، ومن خلالها نصل بأجيالنا إلى حياةٍ أفضل و أكثر إبداعاً في المجالات كافة.
بقلم رئيس التحرير رنا رئيف عمران