كل الأحلام .. تتحقق بالإرادة

الوحدة : 13-1-2021

يقولون: (إن خيط البداية في أيّ عمل – كان وسيبقى على الدوام – مجرد حلم وكل الأحلام تتحقق بالإرادة) لكن ليقترب طفلنا من تحقيق أحلامه ، دعونا نرسخ لديه أن التميز واكتساب المهارات والخبرات هي السبيل لذلك فالتفوق أو التعلّم ليس وسيلة للتمييز بينه وبين زملائه ، وعليه أن يستوعب بأن التعلّم وسيلة للمعرفة وإثبات الذات والتأقلم مع المجتمع المحيط والعيش المشترك مع الآخرين . وقديماً قال الخليل بن أحمد : ” أكثر من العلم لتعلم وأقلل منه لتحفظ ” . فهل تنطبق هذه المقولة على الاختبارات التي يجتازها أطفالنا في هذه الفترة من الامتحانات الفصلية أو حتى النهائية منها؟ فقد درجت العادة أن يتحدد تقويم الطالب ومدى أدائه فقط من خلال علامته في هذه الاختبارات – دون مراعاة لأي من الجوانب الأخرى – كمهاراته وقدراته وذكائه أو حتى ظروفه الصعبة الخاصة أو العامة . وإذا كانت اختبارات التحصيل تُصمم بهدف قياس تأثيرات عملية التعليم أو بعبارة أخرى قياس ما يعرفه الطالب بالفعل أو استوعبه من مادة دراسية معينة فإن الفرق بين ما يعرفه طالب وآخر يكمن في خصوصية المحتوى من المعارف ، فالطفل، الذي يتكلم لغة أجنبية منذ الصغر ، يحتمل أن يحرز درجات في اختبار مادتها ، أعلى مما يحرزه طفل بدأ بتعلم هذه اللغة في المدرسة. وعلى نحو مماثل يُنتظر من طفل اعتادت أسرته القراءة والسفر، أن يسجل درجات أعلى من درجات طفل آخر يفتقر إلى هذه الخبرات. فلماذا نلح إذاً في طلب العلامة التامة في امتحانات أبنائنا ونحن نعرف مسبقاً أن هناك من يتفوق عليهم – على الأقل – فيما يخص ما وفرناه لهم من وسائل وأدوات مساعدة لهم في عملية تعلمهم ؟ وهل يجب أن نقارن بين طفل يكتفي بما توفره له المدرسة وكادرها الإداري والتعليمي من سبلٍ للتعلم وبين طفل آخر تم إلحاقه بأرقى المدارس أو المعاهد التعليمية الخاصة أو توفير المدرسين المؤهلين لمساعدته من خلال الدروس الخصوصية ؟ وإذا ابتعدنا قليلاً عن تقويم العملية التعليمية وانتقلنا إلى تقويم أطفالنا من خلال مواهبهم الفردية التي تصقل شخصيتهم وتميزها ، فإن المقياس نفسه يجب أن يطبق هنا ، فالطفل الذي يعيش في بيئة تفتقر إلى الوسائل الداعمة لمواهبه أو تنعدم فيها الفرصة المناسبة لإظهار هذه المواهب لا يمكن مقارنته بطفل آخر يمتلك نفس المهارات أو المواهب ويعيش في بيئة غنية بهذه الوسائل التي تفتح له الباب على مصراعيه لتنمية ما يمتلكه من هذه القدرات المخزنة لديه . و هنا تبرز مسؤوليتنا كأهل ومربين لتقديم الدعم لأطفالنا وطلبتنا عند اكتشاف خصائصهم وقدراتهم ( التعليمية أوالفنية أو الأدبية .. ) مهما كانت ظروف البيئة المحيطة بهم وتشجيعهم على صقلها وتطويرها نحو الأفضل وكذلك توفير السبل والفرص لإبرازها بمستواها اللائق وعندها فقط يمكننا التمييز بين أطفالنا أوطلبتنا من حيث الذكاء والمهارات والمواهب التي يمتلكونها بعيداً عن علاماتهم المدرسية فالدراسات التربوية تؤكد أن كل الأطفال أذكياء إذا عرفنا كيف نحترم نمط تفكير كل منهم وإيقاع استيعابه.

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار