الوحدة 27-8-2024
نوقشت في كلية الهندسة الزراعية “جامعة تشرين” دراسة أُعدت لنيل درجة الإجازة في الهندسة الزراعية – قسم الإنتاج الحيواني- من إعداد الطلاب: محمد بيشاني ومحمد شملص وبشار سلمه وماهر عجوز، تحت إشراف الدكتورة بشرى العيسى، وحملت عنوان: “الخسائر الإنتاجية والاقتصادية لإصابة الدجاج البلدي بمرض نيوكاسل في الساحل السوري خلال صيف 2023″، وذلك أمام لجنة الحكم المؤلفة من السادة: الدكتور علي نيصافي والدكتورة باسمة العنيد.
وجاء في مقدمة الدراسة أن مرض نيوكاسل المعروف باسم شبيه طاعون الطيور يشير إلى جميع حالات العدوى التي تصيب الدواجن، وهو مرض فيروسي شديد العدوى يمكن أن يؤثر على عدد كبير من أنواع الطيور ويسبب خسائر اقتصادية فادحة، وهذا المرض قادر على التسبب في نفوق بنسبة 100% في القطعان وهو مدرج في قائمة الأمراض التي تتطلب إخطار المنظمة العالمية للصحة الحيوانية.
وتأتي أهمية البحث من كون مرض النيوكاسل يعد من أخطر وأهم الأمراض الفيروسية التي تصيب الدواجن، إذ يعد من الأمراض شديدة الوبائية وسريعة الانتشار على مستوى العالم والذي يتسبب بخسائر كبيرة في الناحيتين الاقتصادية والإنتاجية للمربّين نتيجة ارتفاع معدلات النفوق عند الإصابة بهذا المرض. أما أهداف البحث: فهي حصر مدى انتشار هذا المرض في بعض مزارع الدواجن في الساحل السوري، والعمل على تحديد الآفات التشريحية المميزة للمرض مما يساعد المربين في سهولة التشخيص عند الإصابة به وتقييم الخسائر الإنتاجية والاقتصادية الناجمة عنه.
وتضمنت الدراسة المرجعية العامل المسبب، حيث يطلق على العامل الممرض المسؤول عن المرض اسم فيروس مرض نيوكاسل أو الفيروس المخاطي الذي يصيب الطيور من النوع الأول، وهو فيروس ينتمي إلى رتبة الفيروسات الأحادية، وبالاعتماد على حدوث وشدة العلامات السريرية يتم التمييز بين خمسة أنماط مرضية أو سلالات. كما تضمنت الدراسة طرائق الانتقال، حيث يمكن أن ينتقل المرض إلى الدواجن السليمة عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر، ويحدث الانتقال عن طريق الاتصال المباشر بشكل رئيسي عن طريق ابتلاع أو استنشاق إفرازات الجهاز التنفسي أو الفم أو عيون الحيوانات المصابة، كما يحدث انتقال الاتصال غير المباشر من خلال الأعلاف الملوثة ومعدات النقل، وقد يعمل موظفو المزرعة أيضاً كوسطاء عن طريق حمل الفيروس على ملابسهم وأحذيتهم، كما يمكن أن ينتقل الفيروس في الهواء من حظيرة الدواجن المصابة إلى منطقة أخرى سليمة. وعن التأثير الاجتماعي والاقتصادي لمرض نيوكاسل تبين طبيعة هذا المرض أنه مرض لا يعرف حدوداً، وأن تأثيره هائل في المناطق الريفية ومزارع الدواجن الحديثة، حيث تعتبر تربية الدواجن وسيلة لتحسين الأمن الغذائي والتخفيف من حدة الفقر، إلا أنها تواجه مرض نيوكاسل الذي يقضي على قطعان الدواجن كل عام خاصة في المناطق الريفية، ويمكن تقييم تأثيرها الاقتصادي من خلال الخسائر المباشرة وغير المباشرة، كما يشكل خطراً على صحة الإنسان حيث يمكن أن يسبب التهاب الملتحمة. وفيما يخص مواد وطرائق البحث، فقد تم إجراء مسح ميداني شمل ست قرى في مناطق مختلفة من ريف اللاذقية، إذ استمرت هذه الدراسة لمدة ثلاثة أشهر من شهر آذار حتى تموز من العام 2024، وفي البداية تمت عملية التواصل عبر الهاتف للقاء مربّي الدواجن في بعض المزارع، كما تم إجراء زيارات ميدانية للقرى المختارة للدراسة في ريف المحافظة للتقصي عن حالات الإصابة، حيث تم حصر أعداد الطيور النافقة وإجراء الفحص السريري وتشريح الطيور النافقة وتوعية أصحاب تلك المزارع والمشرفين عليها بخطورة مرض نيوكاسل وكيفية الوقاية منه.
وخلصت الاستنتاجات والتوصيات إلى أن إهمالاً كبيراً جداً بما يخص الأمن الحيوي بين المزارع وأيضاً في نوعية بعض أنواع الأعلاف المنخفضة القيمة الغذائية، كذلك استخدام بعض اللقاحات مجهولة المصدر مما عرض قطاع الدواجن خلال فترة قصيرة إلى موجة نفوق في المزارع المدروسة والتي سجلت خسائر إنتاجية واقتصادية كبيرة.
وفيما يخص التوصيات أهمها: عمل إجراءات روتينية لتنفيذ الأمن الحيوي في مصانع الأعلاف والمفرخات وأماكن الرعاية والإيواء، بالإضافة إلى عمل خطط طوارئ في حال حدوث انحراف عن مقياس الإنتاج الطبيعي أو انتشار الأمراض، كما يجب تخزين اللقاحات بالشكل الصحيح، ويجب وضع إجراءات صارمة بالنسبة للدخول أو الخروج من وإلى المزرعة، كما لابد من وضع وسائل صارمة لمنع دخول الطيور البرية أو الريفية إلى قطعان مزرعة الدواجن، وأخيراً بناء مناعة جيدة ضد مرض النيوكاسل عن طريق استخدام برامج تحصين جيدة.
ريم جبيلي