هل تستطيع قيادة ثورات غضبك؟

الوحدة 7-1-2021 

لن نبحث كثيراً عن أسباب غضبك، فهي أكثر من أن تُعّد أو تحصى، لكن هل ستجد الوسيلة، أو هل بمقدورك أن تجد الوسيلة لتخفيف هذا الغضب وإخماد ثورته بداخلك؟

قد تفرح وأنتَ تجد الكهرباء (منورة) بيتك، وهذا معناه أن (الحمام ساخن) والاستحمام عمل آني في مثل هذه الحالة إلا إذا سرقت منك زوجتك فرحتك وقالت: المياه مقطوعة!

ربما تستطيع أن تلجم غضبك و(تفش خلقك)بوجبة شهية بعد جوع ساعات العمل، لكن هل ستتمالك نفسك من جديد، وهي نفسها (زوجتك) تزف لك الخبر السعيد: لم أطبخ، وقبل أن تسألها نتابع: لا يوجد غاز!

أستطيع تخيّل ماذا سيحدث، ولا أستطيع استنتاج الحلول التي قد تلجأ لها، فلا المسبّحة ولا الفلافل ولا البيض، ولا أي شيء آخر مازال من الحلول السهلة أو الممكنة!..

كأنك تتحدث عن (المؤونة) .. سأقطع الطريق عليك.. لم نستطع تجهيز (المكدوس) ولا (الزيتون)..

لا نركب موجة التشاؤم، ولكن هذا الواقع هو حال الكثيرين، وكأن ربّ الأسرة لا يكفيه (الدفش والطحش) من أجل مقعد في (السرفيس) ولا تكفيه (غلاظة) مديره في العمل الذي لم يسمح له أن يخرج ولو لساعة يؤمّن بها مخصصاته من الخبز، ولا يكفيه الرسائل التي تذكره بفواتير المياه والكهرباء، أو (القلق) الذي يعيشه مع (رنّة موبايله) حتى يُحرم من أبسط الأمور في مملكته الصغيرة (بيته)..

يمكننا نقل الحديث إلى ضفة أخرى، إلى ضفة نحاول فيها تخفيف وطأة الألم والمعاناة، فنحدثه عن (الحاكورة) وعن الدجاجات البلديات، وعن حسن التدبير و(التدوير) وغير ذلك من التفاصيل التي نجح البعض بقيادتها وتوظيفها لإنتاج الراحة النسبية له، لكن كثيرين لا يمتلكون مفردات هذه الحلول ولا  أدواتها..

نتفاءل حيناً قليلاً، ونرتمي بحضن اليأس معظم الأحيان ونحاول أن نحب أنفسنا الغضب ولكن هيهات!

ميسم زيزفون

تصفح المزيد..
آخر الأخبار