الإخفاق وأثره على حياة الفرد

الوحدة 6-1-2021

من الطبيعي أن يواجه الإنسان في حياته حالات الإخفاق في شتى المجالات، وهنا تظهر قدرة الأشخاص على خوض هذه التجارب، فهناك من يستسلم ويحزن ويتراجع، وهناك من يجد في إخفاقه دافعاً للمضي قدماً في غمار الصعاب، وعن هذا الموضوع ارتأينا أن نسترشد بآراء المرشدات في مجال التنمية البشرية…

المدربة رماح تقول: علينا أن نكون متنبهين إلى أسباب الإخفاق كي نحمي أنفسنا منه قدر الإمكان وهي:

– افتقارنا إلى معرفة الطرق التي تمكننا من فهم سوانا، وكيفية التعامل معهم.

– اعتمادنا على ردود الأفعال السلبية أمام ما نواجهه في الحياة.

– عدم وجود ملاءمة بين العمل والقدرات والمهارات التي تساعد على تأدية هذا العمل بنجاح.

– الابتعاد عن التركيز وعن الاهتمام بما نريد فعله.

– التشبُّث بالماضي، ورفض الواقع الحاضر بكل ما فيه من تغيرات وتطورات.

– اكتفاء الشخص بما يمتلك من مواهب، والابتعاد عن كل ما يسعى إلى تنمية وتعزيز هذه المواهب وفق الصورة اللازمة.

– عدم معرفة الغاية المرجوة، وعدم معرفتنا ما نريد وماذا نبتغي.

المدربة مي تقول: صحيح أن الإخفاق هو شعور مؤذٍ للنفس والمشاعر، لكن من الضروري أن نقنع أنفسنا بأن الإخفاق في تحقيق أمر معين لا يعني نهاية العالم، إنما على العكس تماماً، فنحن حين لا نستطيع القيام بأمر ما ينبغي علينا أن نكون متعقلين حيال ذلك، أي يجب أن نعد هذا فرصة للاستفادة من أخطائنا، حتى نتجنب الوقوع في الخطأ نفسه ثانية، علينا أن نتخذ من إخفاقنا حافزاً كي يدفعنا إلى الأمام أكثر وأكثر، فهناك الكثير من المحاولات التي تبوء بالفشل والإخفاق في حياة أي شخص، ومن هنا يجب أن ننظر إلى أي محاولة غير ناجحة على أنها حالة طبيعية، ومحفزة على السعي والخوض في محراب النجاح بصورة فعالة.

المدربة لمى تقول: يمكن أن نستحضر بعض القصص لناجحين استطاعوا أن يتجاوزوا الإخفاق، ويمنحوا أنفسهم بريقاً من هذه الحياة، ومن هؤلاء:

– بيتهوفن، الذي أخبره مدرّس الموسيقا أنّه لا يمتلك موهبة كافية، وليس مؤهلاً ليكون مؤلّفاً موسيقيّاً، إلا أنه تجاوز هذا التصريح، وأصغى إلى روحه حتّى أصبح اسمه لامعاً في التأليف الموسيقيّ.

– مايكل جوردن، وهو أعظم وأشهر لاعب في مجال كرة السلة، فقد تم طرده من فريق كرة السلة حين كان في المدرسة الثانوية بحجة أنه لا يمتلك الموهبة، وهذا ما قاله جوردن عن رحلته إلى النجاح: (لقد أضعتُ أكثر من تسعة آلاف تصويبة خلال مسيرتي، وخسرتُ أكثر من ثلاث مئة مباراة، فشلتُ مراراً وتكراراً في حياتي، وهذا بالتحديد هو سبب نجاحي).

– إيمينيم، الذي كان له الدور في تغيير موسيقا 0الهيب هوب)، وأعظم من غنّى (الراب) في التاريخ، واجه الاعتراض من الملايين حتى هذا اليوم، وقد طُرِد من المدرسة، ووصل به الأمر إلى محاولة الانتحار، وعن الإخفاق يقول: (في بعض الأوقات تشعر بالتعب والضعف، وحينما تشعر بالضعف ترغب في التوقُّف، ولكنك تبحث في داخلك، فتجد تلك القوة الداخلية التي بمجرد أن تطلق لها العنان تجد ذلك الدافع بداخلك الذي يمنعك من الاستسلام).

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار