الذكاء الاجتماعي مكتسب وليس بالفطرة

الوحدة 3-1-2021

عند الحديث عن الذكاء أول ما يبادر إلى ذهننا الذكاء الدراسي والتحصيل العلمي ولكن هناك أنواع أخرى للذكاء أيضاً لها دور كبير في مجالات الحياة ومنها الذكاء الاجتماعي وللحديث عنه والتوسع في هذا المجال كان لقاؤنا مع الاخصائية النفسية التربوية رشا النوري ووضحت أنه يطلق الذكاء على كافة القدرات العقلية المميزة التي يتميز بها بعض الناس عن غيرهم ويعطيهم أفضلية في سلوكهم في مجال معين، وتعتبر مجالات الذكاء عير محدودة ولا يمكن حصرها ومن هذه المجالات الذكاء الاجتماعي وهو قدرة الطفل على تكوين علاقات اجتماعية جيدة مع الآخرين في محيطه والحفاظ على هذه العلاقات والحصول على مكانة اجتماعية جيدة بين الآخرين.

– هل يتمتع الطفل بالذكاء الاجتماعي بالفطرة أم أنه مكتسب؟

الأطفال جميعهم يولدون وهم يتمتعون بنفس الخصائص والمزايا الطبيعية تقريباً مع هامش الفروق الفردية الموروثة، ولكن منذ الولادة يبدؤون رحلتهم بالاكتساب والتعلم من محيطهم ومجتمعهم وحياتهم، وهنا تظهر الفروق الفردية وهكذا يتشكل الذكاء الاجتماعي وفقاً لما يمر به الطفل من ظروف وما يتعلمه خلال حياته وبالتالي هناك ظروف تعيق هذا الذكاء وأخرى تشجعه لذلك يعتبر الذكاء الاجتماعي مكتسب وليس موروثاً والذكاء العام هو الموروث وأما أنواع هذا الذكاء فمكتسبة.

– كيف يمكن اكتساب الذكاء الاجتماعي وتنميته؟

نتيجة للآثار الإيجابية للذكاء الاجتماعي نجد الأهل يبحثون عن طرق تساعدهم في تنمية هذه الخاصية ولتحقيق ذلك يمكننا اتباع عدة خطوات منها:

مشاركة الطفل في حل المشاكل الاجتماعية والتفكير بالحلول، استخدام برامج تعليم المواهب و المهارات مثل السباحة والرياضة وكل ما يناسب رغبات الطفل، تشجيعه على المشاركة والتعاون و العطاء والاندماج مع الأطفال الآخرين مما يجعله محبوب لدى الآخرين، أيضاً يجب حجز مكان للطفل في المناسبات الاجتماعية  كالرحلات والأنشطة المدرسية و حفلات الأصدقاء، تنمية مهارات التواصل عند الطفل كتعلم لغة جديدة و بوقت مبكر وتنمية الصداقات الودية وآداب اللغة والكلام ، التقرب أكثر من الطفل و إتاحة الفرصة للتعبير عن رأيه ومشاعره وأفكاره والاهتمام بها.

– صفات الطفل الذكي اجتماعياً؟

الذكاء هو عبارة عن ميزات يمكن ملاحظتها على سلوكه وتصرفاته من خلال حياته اليومية ومن هذه الصفات الكلام واللغة فالطفل يتمتع بمهارات الكلام والالتزام بآداب الحديث، أيضاً حب التعاون والمشاركة مع الآخرين وبناء علاقات أفضل مع الآخرين، كثرة العلاقات والصداقات، الجاذبية والقدرة على اكتساب محبة الآخرين، القدرة على التكيف مع الأوضاع والظروف الجديدة كالانتقال إلى مدرسة أو سكن جديد.

في الختام وانطلاقاً من أهمية الذكاء الاجتماعي في مختلف مجالات الحياة بالنسبة للفرد والأطفال سواء الاجتماعية أو المهنية أو العملية لذا يجب الاهتمام بالبحث حول هذا النوع من الذكاء وكيفية تكوينه في شخصية الفرد، بالإضافة للبحث عن أنجح الوسائل والطرق لتنمية هذا الذكاء لدى أطفالنا وتطويره لكي نضمن لهم حياة اجتماعية جيدة وصحة نفسية ونجاح عملي ومهني.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار