أملٌ معلق على دولاب!

الوحدة 16-12-2020

قد يصيب أيّ منّا مسٌّ من الجنون إذا ما ربح الجائزة الكبرى لإصدار رأس السنة من يانصيب معرض دمشق الدولي, فالـ (250) مليون ليرة بالنسبة لمواطن (غلبان) قد تنهي حياته بدل أن تبدلها إلى الأحسن..

لن نتحدث عن الاستغلال العلني من قبل باعة اليانصيب, فهذا الإصدار بالنسبة لهم يعادل (شغل) السنة بأكملها, ولن نناقشهم في ادعائهم أنهم غير معتمدين رسميين وأنهم اشتروا هذه البطاقات بأكثر من سعرها, ولن نناقش حماية المستهلك لماذا تسمح لغير المعتمدين ببيع الحظ في كل مكان, أو بتجاوز المعتمدين للأسعار المعتمدة, وهذا الواقع عمره عقود من الزمن, ولن يتغير مهما قست الإجراءات وحرصت المتابعات..

نتحدث عن أحلامنا.. أو ربما عن أوجاعنا, وكيف ترتجف أيدينا ونحن ندفع ثلاثة آلاف ليرة بالحد الأدنى ثمن ورقة يانصيب, وكيف ترتجف قلوبنا إن لم نفعل ذلك, فمن يدري قد يكون لنا بالطيب نصيب!

في أول يوم تغيّر فيه التقنين الكهربائي في اللاذقية من رأس الساعة إلى ما قبل ذلك بربع ساعة (طرنا) من الفرح, وظننا أن مدة التغذية زادت ربع ساعة لنكتشف لاحقاً إنه نوع من الابتكار والتجديد قامت به كهرباء اللاذقية ليس له ما ينفيه وليس له ما يبرره..

فرحنا بـ (وهم) ربع ساعة إضافية, فماذا سيصيبنا إن ربحنا (250) مليون ليرة؟

تواضعنا في أحلامنا حتى صار الأقلّ قبحاً جميلاً, والأقلّ إيلاماً محبباً؟

أيستطيع من دهور حياتنا بهذا الشكل أن يعيد لها الحد الأدنى من أساسياتها؟

سارقو الفرح يتربصون لنا في كل مكان.. في محل ألعاب الطفل, وفي ذقن (بابا نويل) وكيسه.. بين دقات الثواني الـ 60 الأخيرة من كل عام, فأين المفر؟ حنّط أحلامك, فلا بد أن يرشّ يومٌ ما قادم نسغه عليها فتنهض من جديد!

ميسم زيزفون

تصفح المزيد..
آخر الأخبار