ساحة العيد بوجه جديد…

الوحدة: 13-12-2020

 

سنون طوال وهي بذات الوجه المستعار، لم يتغير صيفاً ولا شتاء وحتى ماء الأمطار لم يكن ليغسلها بل كان يزيد الطين بلة واتساخاً، حيث تعلوه القاذورات والأوساخ من أكياس قمامة رميت في غير ملعبها لينفلش مربطها وتتمزق بطونها وتتقيأ لتخرج ما في أمعائها من روائح وأوساخ مقززة للبصر والنفس التي سرعان ما تحرك شعورك بالغثيان كلما مررت بالحي، وتلك الساحة التي سميت بساحة العيد، وأي عيد!

(ساحة العيد) وليس من اسمها نصيب لأهل الحارة التي تقع بين الريجة وشارع أنطاكية، ولا عيد يمر بها لأطفال ليس لهم فيها مكان للعب بالكرة ولا فسحة تسعد قلوب البنات رغم وجود بعض الأشجار التي تظلل حاويات مترامية بين أحضانها وتوسطت الساحة مع مولدات كبيرة لأهل الحي وتجارها وأصحاب المحلات التي سكنت بجوارها وعلى أطرافها ظناً منها بجمالية المكان الذي أشبه ما يكون مكباً ونادراً ما ترحّل القمامة منه كل عدة أيام.

معاناة الأهالي كانت طويلة وحتى المارين بالساحة المنكوبة يهرولون ويسرعون تجاوزاً للوضع المسقوم، إلى أن جاء هذا اليوم ورد عليهم أهل البلدية وانفرجت أساريرهم بتنظيف المكان وقصّ الأشجار والبدء بمشروع حديقة وتسييجها بحجارة الزينة، واستبشروا خيراً بساحة العيد.

السيد عامر وفيق مخلوف، من أهالي الحي ويسكن بجوار الساحة الذي عبّر عن فرحته بوجه جميل للساحة وقال: لم يكن عدلاً ذاك الوضع المتردي للساحة والحي وحتى أطفالنا الذين لم يكن لهم فسحة للعب كما غيرهم من أطفال الأحياء الأخرى، فقد كانت القمامة عارمة وتتشظى لأطراف الأبنية، والروائح كريهة والبعوض والحشرات، وقد تعودنا على الأمر ورضينا بسبب أوضاع البلد إلى أن ظهرت بوادر مبشرة في هذه الأيام، وأتى العمال على تنظيف المكان والبدء بوضع حجارة تجميلية غيرت وجه الساحة، وكلنا أمل أن يعود العيد بحلة جديدة على هذه الساحة وأولادها وأهلها ونشكر كل العاملين بها ويصنعون لنا الجمال.

السيد محمد، عامل بالخدمات والصيانة كما قال: من يومين فقط أتينا إلى المكان وتعاونا مع عمال النظافة للتنظيف وترحيل القمامة، وقصصنا الأشجار الموجودة وبدأنا العمل على سور خارجي لحديقة من حجارة الزينة وأيضاً هناك سور داخلي وبعدها تأتي مرحلة بسط التراب لزراعة الأعشاب ثم وضع مزهريات الزينة والورود، ومساحتها حوالي 150 متراً وكل هذه الأعمال تحت إشرافالأستاذ سائر جعفر.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار