الطلاق الصامت ام الانفصال الحقيقي أيّهما أرحم ؟

الوحدة: 13-12-2020

 

 

ليس من باب التشاؤم أن نقول إن العلاقات الزوجية الناجحة بالمقاييس الإنسانية والعاطفية والنفسية قليلة جداً.

الطلاق هو آخر الحلول، أي مرحلة الكي بالنار، لكن ما قبل ذلك هناك جملة من الانتهاكات في المؤسسة الزوجية تقبل بهم المرأة وتسكت ربما درءاً للفضيحة والعار، فالخطاب الاجتماعي اليوم يميل لتحميل المرأة المسؤولية عن اي انهيار في البنية الأسروية، وأكثر الأسباب شيوعاً لانفصال الرجل والمرأة هو الوضع المادي يليه التباين بين الزوجين واكتشاف أن كل منهما يغرّد في عالم مختلف, فيرى الرجل أن هذا الزواج لا يشبهه وكذلك المرأة، فيندفع الرجل والمرأة كل من زاويته للبحث عن شريكه المناسب، وتكون الخطوة التالية القرار بالانفصال.

لكن ماذا عن مئات الآلاف من الطلاقات الصامتة التي ماتزال قائمة كهيكل خارجي؟ أليس الطلاق الصامت هو نهاية غير رسمية للزواج، عقد الزواج سارٍ ولكن الحب انتهى وانتهت معه المشاركة في الحياة، فالزوجان يعيشان كالغريبين، وكأنه زواج كاثوليكي لا طلاق فيه، هذا النوع من الانفصال الصامت ظهر حديثاً في مجتمعاتنا العربية بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي أصبحت تنظر للطلاق والمُطلّقة نظرة دونية بعض الشيء، هل الطلاق الصامت هو أفضل الحلول حالياً والسبب أن قرار الطلاق الحقيقي يحتاج إلى أن يكون للمرأة سنداً سواء الأهل الذين يدعمونها نفسياً ومادياً أو وظيفة مستقرة مادياً خاصة بوجود الأطفال، من هنا تبدأ المرأة بالتحول لكائن شبحي وتبدأ البحث في لا وعيها وأحلامها عن المنقذ من جحيم الرجل، والنفور من الذات ومشاعر الإثم والإحساس بانعدام كيانها, وربما الشعور الأكثر بشاعة هو قبولها بفكرة أنها خادمة لرجل لا يهتم بمشاعرها أو ربما لم يعد يعنيها الإخفاق فقط في الحياة الجنسية بل دخولها إلى عالم ميكانيك الجنس المحكوم بالخوف من عدم تلبية رغبات الزوج.

نرجس وطفة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار