الوحدة 9-12-2020
سؤال كبير وخطير ومهم هو السؤال العنوان فهل للحب عمر افتراضي يلفظ بعده أنفاسه؟ أم أن الحب شيء خالد يسكن مع الروح ولا يخرج إلا بخروجها؟ وللإجابة عن هذا السؤال من الأفضل إعادة صياغته بالشكل الآتي هل يقتل الإنسان الحب؟ والإجابة بنعم فقد يقتل الإنسان الحب دون قصد منه لأن العلاقات الإنسانية ومنها علاقة الحب تحتاج إلى عناية خاصة وفائقة من الزوجين ولا يكفي أن يضحي أحدهما ليبقي الشعلة متأججة ومن العوامل التي تقتل الحب بين الزوجين الأنانية وغياب الحوار وعدم تقبل فكرة التنازل من أحد الطرفين لإرضاء الآخر كما أن الصمت الزوجي طريقة بطيئة لإعدام الحب شنقاً وهنا على المرأة أولاً أن تراعي أن الرجل بطبعه لا يميل إلى الحوارات التي تقود إلى خلافات ثم إن أهم من الحديث الجيد الإصغاء الجيد وعلى الطرفين أن يصغي كل منهما للآخر بهدوء ودون تشنج أو ثرثرة أو عصبية. فالرجل بطبعه كما قلنا ينسحب من الحوارات الزوجية التي تصل إلى حد المشاحنة ومن المألوف في الحوارات الزوجية الهادرة أن المرأة عادة تصل في أثناء الحوار إلى مرحلة إصدار الأحكام المسبقة متعجلة النتائج قبل أن تعطي الطرف الآخر فرصته أن يقول كل ما لديه فيصبح الحوار الزوجي عقيماً ولا طائل منه إذ ما دامت المرأة قد وصلت بهذه السرعة إلى الحكم على تصرفات الزوج فليس من داع للنقاش؟ فالرجل عادة يصل إلى محطة نهائية هي أن هذا الحوار للتنفيس عن الغضب وحشره في زاوية المخطئ والمقصر ومن هنا ينسحب وتبدأ رحلة من النفور قد تؤزم العلاقة بين الزوجين وتقتل الحب بالضربة القاضية.
وعلى هذا فإن الحوار إن كان سيقود إلى المزيد من التأزم فلا داعي له كما أن غياب أحد الزوجين عن البيت لفترة طويلة يخلق أزمة نفسية للطرف الذي ينتظر والعمل على رغم أهميته يجب ألا يشكل سبباً لإفشال الزواج.
فساعات العمل يفترض ألا تتعدى الثماني ساعات مع أن الهدف منه تأمين الحياة الأسرية الكريمة كما أن على المرأة العاملة ألا تقبل فرصة عمل في الفترة المسائية أو أن يشكل عملها عائقاً أمام واجباتها كزوجة وكأم وإذا أحس أحد الطرفين بأن عمله سوف يدمر حياته الأسرية عليه البحث عن عمل آخر.
ومن الخطايا التي تقتل الحب وتقطع خطوط الرجعة إلى الأمد فقدان الثقة بين الأزواج والكذب والخيانة وإخفاء الحقائق فكل واحدة من تلك الكوارث كفيلة بتدمير أية حياة زوجية مهما بلغ الحب بين الطرفين إذ لا يوجد شخص في الكون يقبل أو حتى يتقبل على نفسه الكذب والخيانة وعدم الثقة من أقرب الناس إليه ومن يريد الحب أن يبقى حياً. عليه أولاً أن يبدأ بتحسين سلوكه مع نفسه وشريكه وعلى أي زوجين في بداية الطريق معرفة أن الحب قد يموت إذا تعرض لأي من العوارض السابقة والحفاظ عليه يفترض أن يكون كالحفاظ على الحياة الآدمية.
لمي معروف