(كتاب في جريدة)… مع فريق بناء مهارات الحياة بمعرض يقام لأربعة أيام

الوحدة 9-12-2020

 

 

الحياة ليست ما يعيشه أحدنا وإنّما ما يتذكره وكيف ينطقه ليرويه.. واليوم نروي كتاباً في جريدة مع فريق بناء مهارات الحياة بمعرض يقام لأربعة أيام في صالة معارض مديرية الثقافة، حيث تقام الاحتفالية الثامنة لليوم الوطني للتشجيع على القراءة بعنوان ( كتابي ..نافذتي بحرف ولون ) في مديريات ثقافة ( اللاذقية, طرطوس, حمص, السويداء، حماة، درعا, القنيطرة) وتتضمن ورشات عمل متنوعة ومبادرات محورها الكتاب والتشجيع على القراءة لفرق مهارات الحياة وهي نتاج مشروع التشجيع على القراءة لعام 2020, وعلى هامش المعرض كانت لنا اللقاءات الآتية مع بعض القائمين على المعرض والمشاركين..

 آمال طوبال، رئيسة فريق بناء مهارات الحياة باللاذقية قالت: أطلقنا اليوم مبادرة (كتاب في جريدة) في قاعة المعارض لمديرية الثقافة باللاذقية باعتبارها المصدر الرئيسي للمعرفة، هو معرض من إنجاز الأطفال واليافعين من مختلف الشرائح والفئات وبمشاركة ذوي الإعاقة يتضمن لوحات حائط تحتوي ملخصات واقتباسات من كتب قرؤوها, ومن خلال اتفاقيتنا مع التربية والنشاطات التي توسع الفريق بها ليزور مدارس في الريف والمدينة ويشارك الطلاب معنا في المعرض، منهم من أعرناهم الكتب وبعضهم الآخر قد حصل عليها من مكتبة بيته أو قرأها في مكان ما ليصنع كتاباً في جريدة بمساعدة الفنانين التشكيليين، وفي نهاية أيام المعرض سيحصل الطالب على لوحته ويحملها إلى مدرسته لتعرض على أحد جدرانها، وبالنسبة للطلاب الذين لم يشاركوا معنا اليوم يمكنهم تدارك الأمر وستكون لهم الفرصة عند العودة لمدرستهم وحسب الوقت الذي يتوفر لهم ليحصل الطلاب على نصيبهم من نشاطات الفريق.

رغد علي ديب، 11سنة قالت: أحب القراءة والرسم ولطالما والدي علّمني ذلك، واليوم أشارك بلوحة تحمل عنوان كتاب (العلماء العرب رواد النهضة العلمية) واخترت من بينهم ابن الشاطر لأتحدث عن حياته ومؤلفاته واختراعاته فهو عالم فلكي وبارع بالرياضيات والهندسة والحساب وساعدني في إخراج اللوحة والدي، أحببت التجربة وأرغب أن أعيدها مرة أخرى.

زينة محمد طوبال، في الصف الرابع أكدت بأنها دائماً ما توفر فرصة للقراءة وسط الدروس والحصص المدرسية، تحب القراءة كثيراً وخاصة الكتب العلمية وقد لخصت كتاب كنوز المعرفة لتعرض لرفاقها ما يكتنزه هذا الكتاب من معلومات هامة ومفيدة تساعدهم على التعرف على عالمنا مثل زهور الطبيعة تطلق موسيقا, الذهب والفضة في مياه البحار, الكرة الأرضية وغيرها الكثير, وقد جمل لوحتها إخراج ورسومات الأستاذ مجد غنايمي بشكل بسيط وجميل وليست المرة الأولى التي شاركت فيها مع الفريق ولها مشاركات سابقة في الرسم والمعارض (حكاية أهديها لكم).

 أميرة فرحات، صف خامس جاءت مع رفيقاتها ومعلمتها من المدرسة بعد انتهاء الحصة الرابعة ولم يعد لديها غير حصة الفنون فاليوم دوام, وأكدت أنها تغمرها السعادة لمشاركتها بلوحة كتاب عن الشاعرة عزيزة هارون من اللاذقية التي تحبها ويعجبها ما زودتنا به من شعر جميل تدندن فيه في البيت والمدرسة وترغب أن تكون مثلها فهي تحب أن تكتب الشعر وتنظم بيوته، معظم وقتها تقضيه بالقراءة لتوسع معرفتها بعالمها وخاصة نساء قياديات ورائدات.

الفنان في الرسم العجمي مجد غنايمي: دورنا كان بسيطاً ولم يتعد تكميل وإتمام اللوحات ببعض الرسوم والنقوش لتخرج صورة تنبض بالحرف واللون، وقفنا مع الأطفال وكنا جانبهم لأيام لنساعدهم في إبراز أهمية عملهم ونصوره لهم حسب ذوقهم وبأحلى إخراج، الزخرفة تأخذ وقتاً وجهداً لكننا اختصرنا فيها كثيراً لأجل أن تتوافق مع طلب الأطفال وأكثر رسوماتنا جاءت على الزخارف والورود، ومنهم أرادوا الفراشات وهي تناسب بعض اللوحات، لكن في بعضها الآخر اختلفت لتناسب القصة.

الأستاذ أيمن حمدان من مركز الفنون التشكيلية وفريق التنمية قال: من خلال عملي أنتقي الطلاب المميزين في جميع الفنون والآداب كالقصة والشعر والخط وغيرها أدربهم ليرافقوني إلى فريق بناء مهارات الحياة ليشاركوا بمسابقات سنوية لوزارة الثقافة، فهم يقومون بعد تدريبهم ومساعدتهم على تجاوز الخطوة الأولى في مشوارهم الفني أو الأدبي على تنمية مواهبهم والتزود بالخبرة وخلق الحالة الإبداعية عندهم لينطلقوا في طريقهم نحو المستقبل ونحن دائماً ما نشجعهم بإقامة المعارض والمسابقات ونقف لجانبهم ليقفوا بخطى ثابتة كما الغرسة في الأرض يشتد عودها بعد تقويمها، ونشاط اليوم كتاب في جريدة ندفع الطلاب لترك الموبايل والابتعاد عن مخاطره والاهتمام بالقراءة والبحث عن الكتاب الذي يوفر المتعة والفائدة ليشارك بالمعرض بلوحة يصنعها بنفسه من كلمات خطها وقصها ونسقها ضمن رؤيته الجمالية والفنية بعد تملكه المهارة اللازمة، ورجوعه لمدرسته بنتاج يرويه لأصدقائه ورفاقه في الصف وهو ما يحفز رفاقه ليقوموا بالقراءة والعمل وهو ما يشكل مشاركة وجدانية وحماساً للتحدي والمنافسة فينسون ألعاب الموبايل التي تأتي على الاستهتار بعقولهم وسلب مقدراتهم ودفن مواهبهم, ولدينا طلاب مبدعون حقاً، وصرنا بالتحضيرات بحدود الشهر لهذا المعرض والسيدة آمال قدمت كل الدعم ووفرت لنا المواد والأدوات اللازمة لإخراج اللوحات ودعم الطلاب، قصدت مدارس الشبطلية الثانوية والإعدادية والابتدائية وحتى الروضات لتشجيع الطلاب على المشاركة في المعرض وتحفيزهم على قراءة كتاب، وقد أعجبتهم الفكرة وشاركوا معنا بعدة لوحات، كما زرت عدة مدارس في المدينة وكان الحماس لكن ما وجدناه في مدارسنا افتقارها للكمبيوترات والطابعة التي تعمل وتساعد الطلاب في الشغل، حرام أن نترك هذا الجيل بلا تقنيات يستفيد منها في العمل وتنمية موهبته فلا تضيع، هذا الجيل ذكي ويستحق منا الاهتمام وفيهم نابغة فلا نستخف بهم فلطالما تفوق التلميذ على معلمه . وفي جولتنا بين لوحات المعرض أخذتنا بعض الرؤى والآراء ومنها: روان كامل موسى اسم الكتاب جزيرة الكنز للمؤلف روبرت لويس ستفانسون ورأيها الذي دمغت لوحتها به: ألا نثق بكلام الآخرين والانتباه من لحظات الغدر وكانت قد ساعدت في إخراجها برسوم جميلة معبرة عما تتضمنه القصة أما لوحة تاريخ الرسم للأخوين مياروسيلينا عبد الله مليكيي فقد دونّا عليها رأيهما بأن للرسم دوراً هاماً في التحولات التي عاشتها البشرية ويتصدر الشرق دوراً واضحاً بهذا الخصوص فمن سورية انطلق أول رسم للأبجدية، أوغاريت في تاريخ العالم.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار