العنف ودور التربية في تعزيز ثقافة اللاعنف

الوحدة : 3-12-2020

 أقام المركز الثقافي العربي في عين الشرقية محاضرة “بعنوان العنف ودور التربية في تعزيز ثقافة اللاعنف” قدمتها السيدة رشا صبوح .بدأت السيدة رشا محاضرتها بالقول: في هذه الفترة نعيش ظروف صعبة وقاسية في ظل الأوضاع الاقتصادية التي خلفتها الحرب الكونية على بلدنا وضغوطات فرضت على حياتنا والعنف: بأنه عنف مجازي لا يحمل أي معنى في ذاته لأنه غير صادر عن نية وإرادة حرّة غايته إلحاق الأذى بالغير سواء كان جسديّاً، أم نفسياً أم لفظياً، له آثاره السيئة ،وخصوصاً في ظلّ غياب العدالة الاجتماعية وعدم إشباع الحاجات الأساسية لقطاعات مهمشة ونتيجة الإحباطات تولدت ولعب دور كبير خلق سلوك عدواني يتسلط على الآخرين والأشياء.

 وبينت أسباب العنف : اجتماعية واقتصادية ونفسية، تحدثت السيدة رشا عن أشكال العنف المادي والمعنوي والرمزي والتكنولوجي والتنمر وخصت في محاضرتها على شريحتين مهمتين في المجتمع وهم الأكثر تعرضاً للعنف النساء والأطفال، حيث المرأة تتعرض للضرب أو لسماع الكلمات النابية التي تخدش مشاعرها وأحاسيسها وتنفي أنوثتها وتبقى ساكتة لا تستطيع الرد للحفاظ على عائلتها أو مكانتها الاجتماعي. وهذا ما يؤدي إلى تراكمات واحباطات تولد لديها أسلوب العنف وتمارسه على من حولها سواءً أولادها أو زملائها في العمل وحتى مديرها وطلابها إن كانت معلمة على مبدأ ( أنا شخص معنف سأنقل العنف لمن حولي )فتؤذي نفسها والجميع. تابعت السيدة صبوح أما الأطفال الذين هم بناة المستقبل وركيزة أساسية هم أرض خصبة لنزرع بهم القيم والأخلاق يتعرّضون للضرب من قبل والديهم أو المدرسين أو زملائهم أو سماع الألفاظ النابية والتي أصبحت موضة للتعبير عن الشخصية وهذا الأسلوب يكبر معهم ويؤثر سلباً على حياتهم والمجتمع الذي يعيشون به . تطرقت السيدة رشا إلى ذكر بعض الأمثلة لأشخاص تعرضوا للعنف والأذية من الأهل والمجتمع وكانت تجاربهم قاسية ولها نتائج سلبية ومنهم من حاول الانتحار عدة مرات. قدمت السيدة رشا صبوح عدة نصائح : – عدم رد الإساءة بمثلها، هناك أساليب كثيرة يمكن الرد بها بعيداً عن العنف والتقليل من أهمية الشخص الآخر .

-ثقافة الحوار والتعايش هي المفتاح الرئيسي لجميع الأشياء.

– تنمية روح المشاركة عن طريق النشاطات والتحفيز على التغيير وأهمية كل مهنة أو شهادة أو مركز في المجتمع.

– المعاملة الحسنة والتفاعل في كل الأماكن .

– الاعتياد على أن الشخص الآخر متاح ومقبول وعدم تنمية روح الرفض والعدوانية وتقبل الأشخاص بكافة ميولهم ورغباتهم وأشكالهم.

التواصل الدائم بين الأهل ومع المدرسة.

ختمت السيدة رشا محاضرتها: التسامح يقوم على مجموعة من المبادئ وأهمها البحث عن الحقيقة والتصالح مع الذات والاعتراف أن الكل معرض للخطأ والإقرار بظاهرة التعددية أمر طبيعي وأن يكرم الإنسان لإنسانيته فقط. وعلينا جميعاً تصعيد ثقافة العنف إلى اللاعنف ويبدأ كل شخص من ذاته بزرع المحبة والخير وقبول الآخر والنقد مهما كانت العيوب والنواقص.

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار