أمنيات مدمن اليانصيب

الوحدة 2-12-2020

 

لا أحد يدري ربما سر توافد المشكلات والأزمات والمحن دفعة واحدة أحياناً وكأنها تتآمر وتتآزر لتهدّ آخر معقل من معاقل القوة وتحطم قدرات التحمل وإمكانات مجابهة عواصف وأعاصير الحياة العنيفة بهذه الصورة المؤسفة.

 استقبلت العام الجديد فاستمرّ استهزاؤه بك وتابعت مطارق أيامه تهشيم الجسد والنفس وسط قهقهات الزمن الوقحة التي تفترس الروح غير عابئة بغصات القهر المتراكمة في مجرى الهواء أو بالدمعات العصية في المحجرين، فتبخرت آمالاً كثيرة وتلاشت طموحات متعددة ونفرت من حولك العصافير وتشظت الورود لتتحول الأرض يباباً تعصف فيها رياح الخماسين وتتطاير الأشواك في الهواء تفقأ عيون اليمامات الهاربات من جحيم الصيادين المسلحين ببنادق آلية كاتمة للصوت.

أزمات وخسائر متلاحقة تنشب أظفارها  في القلب وتغرز أنيابها في العنق لعدم جدوى الحلول أو لعدم وجودها أصلاً فقد كُبلت يداك بأغلال الحاجة وقيود الحصار الاجتماعي والتسلط الخفي لأشباح سود وبيض عميت عيونهم عن ألوان الحياة الزاهية الأخرى في ظل هذا الحصار الممنهج الذي ترزح  تحت وطأته مكرهاً مسلوب الإرادة تفتر من فمك ابتسامة ساخرة وأنت تسترجع أحلامك مع نهاية العام الماضي بأن تكون السنة الجديدة أفضل وأقل بؤساً وخسائر متمنياً أن تقتحمك المحن فرادى على الأقل تفصل بينها فسحات من الهدوء لتستعيد قليلاً من طاقتك وتستطيع التعامل معها بشيء من التروي والحكمة والمقدرة على الصمود في وجه الجائحات عليك عاتيات الزمان دفعة واحدة فأسقطتك أرضاً وتربعت فوق صدرك بأعجازها الهائلات  حتى رحت تستجدي نفساً عابراً لمتابعة حياتك وإتمام رسالة حملتها لم تكتمل بعد.

على رغم كل ذلك تحاول التسلل من تحت تلك الأثقال مؤملاً النفس بالأيام المقبلات لعلك تخرق رداء الحزن وتنهض من فراش الإحباط الذي توسدته منذ حين وتجعل من الحروف اليائسة قصيدة تزخر بأبيات الفرح والتفاؤل مع أنك شبه متيقن أن أحلامك تلك لن تختلف عن أحلام مدمن سحوبات اليانصيب الذي لا يوفر أسبوعاً من دون أن يشتري تذكرة خاسرة وهو يأمل بالربح فلا يجني سوى الخسارات المتتالية التي ترافقه حتى نهاية العمر.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار