حقيقة القوى الكامنة في أعماق كل امرأة

الوحدة:24-11-2020

 

اكتشفي ثرواتك الدفينة واستثمريها، في داخل كل امرأة ثروات دفينة نائمة يمكن أن تجعل روحها غنية وحياتها ناجحة وصحتها جيدة لو استطاعت اكتشافها وإيقاظها واستثمارها.

 فهناك قوى تحظى بها المرأة وهي قوة القلب وقوة الجسد وقوة الروح وقوة الدماغ وهذه القوى موجودة بمثابة ثروة نائمة يمكن استثمارها والاستفادة منها.

وهناك قوى أخرى هي العلاقة والوقت والتغيير وهي قوى خارجية لا بد للمرأة أن تعرف كيف تستخدمها في المحيط الاجتماعي الذي تعيش فيه.

 قوة القلب: الذي يتدفق عطفاً وحناناً ولا ينضب إلا بذوبان شمعة الحياة فهو الذي يدفع الأم نحو العطاء والتضحية في سبيل أبنائها وزوجها وهو الذي يدفع الحبيب نحو حبيبته ويعطيه أجنحة يطير بها نحوها وهو القلب الذي يعطي للإرادة زخماً ويزيد العزيمة ويضاعف جهود الأحباء فلا تبخلي بإظهار مشاعرك وافتحي طريق قلبك واعتني به أي حافظي على صحته ونقائه كي تستمري بالعطاء وتجردي من كل ما يشوبه واعلمي كلما سخا ازداد قوة وحميّة.

قوة الروح: وهبنا الله هذه القوة التي تترفع على الأمور الدنيوية وعلى الأنا لتسمو بنا نحو السماء إلا أنها سلاح ذو حدين يمكن استخدامه للخير أو الشر، الروح الشريرة تحولنا إلى شياطين أما الروح الطيبة فهي تسمو بنا وتقربنا من الآخرين وتجعلنا نتحرر من الآراء المسبقة إذ إنها بلا حدود تتسع لتشمل جميع البشر بغض النظر عن آرائهم ومذاهبهم ولونهم وجنسهم وتربطنا بالروح الأزلية بالله سبحانه وتعالى وعلينا أن نستثمر هذه الهبة الأزلية وأن نزرع هذه الحبة في الأرض كي تنبت وتنمو وتصبح شجرة كبيرة ممتدة الأغصان وارفة الأوراق ننعم بثمارها ونتفيأ ظلالها.

قوة الدماغ

 الدماغ هو الآلة التي يستخدمها العقل للتفكير والتخيل والتذكر وغيرها من الأعمال الذهنية وهو قوة تتطلب تثقيفاً وصقلاً منذ الطفولة من هنا تأتي أهمية التعلم والتعليم شرط أن نملأه بما يقربنا من أخينا الإنسان ويفيد البشر بفضله نتعلم الفنون الجميلة والعلوم والتكنولوجيا ونوسّع الآمال بالمستقبل ولكن الأهم من كل هذا أن نتمكن به من أن نترفع عن الصغائر وأن نرسي المبادئ الأخلاقي لنسمو بها إلى الأعلى ولنضع الأسس للحضارات.

 العقل ينفر من الصغائر ويطمح إلى نسج علاقات أخوية خارقة وبناء أسس راسخة بين أمثالنا من بني البشر.

 فلنمض به إلى الأمام لأنه يمتعض من التوقف إنّه النور الذي يخرجنا من الظلام وينير طريقنا ويعطينا فلسفة نتخطى بها مصاعب هذه الحياة وتقلباتها.

 قوة الجسد

علينا أن نقوي جسدنا ونغديه ليتحول إلى طاقة نحن بحاجة إليها للعمل والعطاء والإحساس بالسعادة وللجسد عمله ووظيفته كما للقلب والروح عملهما وعلينا أن لا نخلط بين وظيفة هذا وذاك وإن كانت هذه الوظائف مرتبطة ببعضها البعض ( العقل السليم في الجسم السليم) وعلينا أن نحافظ على صحتنا باستمرار وعلى توازن جسمنا فنحن بحاجة إليه لنطور أنفسنا ونغير حياتنا نحو الأفضل الجسد قوة يجب أن لا نستهين بها وهو المدخل نحو الكثير من العلاقات مع الآخرين. فالمظاهر هي الواجهة التي تشدنا للدخول إلى المحل لنرى ما في داخله.

 قوة التغيير

 قد ينظر بعض الناس إلى الموضة والتغيير نظرة سلبية إن لم نقل خاطئة لكن الإنسان بحاجة إلى التغيير لأنه يمل الرتابة ونتصور لو بقي الإنسان يعيش كما كان يعيش في القرون البدائية ولو لم يتطور مع الزمن لربما بقي شبيهاً بالقردة. فالإنسان بطبيعته يحب التغيير حتى تغيير مظهره فما المانع مع الالتزام بالطبع بقواعد الجمال والحرص على المبادئ الأخلاقية عندما نصبو إلى التغيير علينا أن نستند إلى ما يوفر لنا الفرح والسعادة ويبعد عنا الأتراح ولا بد من أن يطال هذا التغيير أيضاً أفكارنا فلا شك أن موقف الرجل المسن وأفكاره تطورت كثيراً بالنسبة إلى ما كانت عليه في شبابه ومن طبيعة الإنسان أن يتغير منذ طفولته حتى مماته فالتغير حركة والحركة قوة وبركة والجمود ضعف وموت.

 قوة العلاقات 

علينا أن نعترف بأننا كائنات اجتماعية بحاجة إلى بعضنا بعضاً إذ لا يمكن للإنسان أن يعيش منفرداً ومنعزلاً وإلا انقطع النسل، إذاً العلاقات ضرورية وتمثل قوة لكل فرد إذ أنها تقربه من أمثاله وتساعده في حياته وكيف يمكن للشاب أن يتعرف إلى تلك التي ستكون شريكته في الحياة إن لم يؤمن بضرورة العلاقات الاجتماعية مع الحرص على التحكم بها إلى حد ما لذلك علينا أن نبقى منفتحين على الغير وأن نكون على تواصل معه قدر الإمكان.

 قوة الوقت

 من الأفضل أن نتخلى عن الماضي بمعنى أنه يجب ألّا نعيش فيه وعلينا أن نستفيد منه ومن تجاربه ولكن علينا أن ننظر دوماً إلى الأمام لنعيش الحاضر وننطلق نحو المستقبل فلنستغل الحاضر قدر الإمكان ونعش حياتنا يوماً بعد يوم.

 خلاصة

 اعلمي أن للجميع قلباً وجسداً وعقلاً وروحاً قادرة على الإنجازات الهائلة وبإمكان الجميع استخدام القوى المتمثلة بالعلاقات والوقت والتغيير للوصول إلى أشياء مذهلة وما يتميز به الأفراد ليس امتلاك هذه القوى أو عدم امتلاكها بل استخدامها أو عدم استخدامها إذ إن أغلبهم يستخدمون قوة أو قوتين وهي القوى التي يرتاحون إليها أو التي تطورت لديهم في أثناء طفولتهم فيستهينون أو يستخفون بالقوى الأخرى فهم يستخدمون قواهم المفضلة بنسبة 70 أو 80 % ولا يستخدمون القوى الأخرى 5 أو 10 % فقط وهناك أشخاص يراهنون على قوة الدماغ فقط ويبرعون في المجال الفكري ولكنهم يفشلون في مجالات أخرى ومن يستخدم قوة القلب فقط ينجح بكسب تعاطف الآخرين ولكنه لا يتمكن من الاضطلاع بكامل  دوره في الحياة وفي حال التزمت استخدام قواك فستحصلين على نتائج هائلة وستتحررين أولاً من العقبات التي تقف في وجه مسيرتك الشخصية وستتمكنين من نسج علاقات غنية مع محيطك وستزداد فعاليتك وتتخلصين من الكثير من الوساوس والقلق وتسيرين بحريّة في طريقك نحو مستقبل أفضل لا سيما إذا كنت من الأشخاص الذين يتألمون ويعانون عبء الماضي .

 ويشعرون دوماً بالحاجة إلى حماية أنفسهم فإذا كانت طفولتك الحرمان وكانت مهمشة ومهملة وإذا تركت بعض الصدمات أثراً في حياتك وإذا كنت تفتقدين إلى العاطفة والحنان والحب أو تواجهين عقبات تمنعك من تكوين شخصيتك وليس لديك حوافر تدفعك للعمل والتطلع إلى الأفضل فمن المهم أن تعلمي أن في داخلك قوى تساعدك على التخلص من كافة هذه الآفات وتنقذك من شتى أنواع المعاناة.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار