الإفراط في دلال الطفل وأثره على شخصيته

الوحدة:24-11-2020

يحرص الآباء عامةً على توفير ما أمكن من احتياجات الأطفال المادية والمعنوية، وفق ما يحقق الراحة والسرور لهم، ولكن يبقى السؤال: هل الإفراط في التدليل يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية تضر بشخصياتهم؟ وهل للدلال بعض الضوابط والحدود التي ينبغي الالتزام بها حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة؟

حول هذا الموضوع ارتأينا أن نستشير بعض المرشدات في مجال التربية…

السيدة نجوى، المهتمة بالتنمية البشرية، تقول إن هناك الكثير من الآباء العاطفيين بطبيعتهم إلى حد كبير، وهذا جميل، ولكن من الضروري أن نحرص على البعد عن المبالغة في أي شيء، فأنا أرى أنه الأمر يقتضي أن ندلل أولادنا مادياً، ونحاول بقدر ما نستطيع أن نشتري لهم ما يحبونه من ألعاب ومأكولات وحاجيات، ولكن مع التنبّه إلى الاعتدال، والابتعاد عن شراء ما هو مؤذٍ أو ضار، كما أنه من الطبيعي أن ندلل أطفالنا معنوياً مع الحرص على الابتعاد عن المديح غير الواقعي، إن المبالغة في تقبُّل أفعال الطفل السلبية، والضحك أمام كل ما يقوم به من سلوكيات غير لائقة، يؤدي إلى تحوُّل الطفل إلى شخصية مرفوضة غير مرغوب بها من قِبل المجتمع.

المرشدة النفسية، السيدة هناء، تقول إن الكثير من الآباء يجدون المتعة في تدليل أبنائهم، وتحقيق متطلباتهم من خلال توفير جميع سبل الراحة لهم، وتأمين كل ما يحبونه من ألعاب ومأكولات وملابس وأشياء أخرى، وأنا أقول: إن دلال الآباء للأبناء واجب مهم، لكن علينا أن نتنبه إلى أن الإفراط في هذا الأمر لا بد من أن ينعكس سلباً على شخصية الابن، إذ يصبح غير قادر على مواجهة الصعاب، وغير قادر على تحمُّل المسؤوليات التي تلقى على عاتقه، هذا بالإضافة إلى أن الدلال المفرط سيجعله بعيداً عن حب مساعدة أي أحد، وعن تقديم أي شيء لهم.

المدربة في مجال التنمية البشرية، السيدة هنادي، تقول: هناك من السلبيات التي تصبح ملازمة لنفوس أبنائنا لدى الإفراط في تدليلهم، ينبغي أن أشير إليها، وهي إن الأبناء الذين يتلقون المزيد من الدلال يمكن أن يصبحوا أشخاصاً اتكاليين، غير قادرين على القيام بواجباتهم بأنفسهم، كما أنهم لا يستطيعون مواجهة ضغوط الحياة، ويمكن أن يتحولوا إلى أشخاص أنانيين بسبب اعتيادهم على تلبية كل متطلباتهم، هذا بالإضافة إلى أن هؤلاء الأبناء لم يتمكنوا من اتخاذ أي قرار بمفردهم، وبخاصة القرارات المصيرية كاختيار ما يناسب طموحاتهم من المجالات المتعلقة بالدراسة أو العمل، ومن الآثار السلبية للدلال الزائد، هناك أيضاً تحول الأبناء إلى أشخاص محبين للفوضى والإهمال، غير قادرين على تنظيم أبسط الأشياء المرتبطة بشؤونهم. .

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار