متى تصرخ المرأة.. أريد الطلاق الآن!

الوحدة : 10-11-2020

المرأة أفضل من الرجل في ميزة الحفاظ على الأسرة من الانهيار, أليس كذلك؟

 مهلاً لم يعد هذا الكلام مقبولاً للغاية لعله مجرد إسقاط من أزمان مضت في أحسن الأحوال قد يكون هذا الافتراض صحيحاً وقد لا يكون  ولأمر يتبع الفوارق الفردية والخصائص الذاتية لكل علاقة.

 صحيح أن بعض الخبراء لا يتوقفون عن سرد فرضيات تقول إن بيولوجيا المرأة وسيكولوجيتها تجعلانها إلى حد كبير ضمانة لتضييق فرص الطلاق لكن الرأي السائد بين العديد من الباحثين الاجتماعيين اليوم يفيد بنزع القداسة العلمية عن مثل هذا القول وهناك الكثير من الإحصاءات الجديدة التي تؤكد دور المرأة في  تأزيم الأمور وإيصالها إلى طريق مسدود تقول الإحصائية الأولى إن النساء اليوم أكثر ميلاً إلى مغادرة الحياة الزوجية نتيجة لتوصلهن إلى قناعة مفادها أن السعادة غائبة لطالما كان الرجال سبب المتاعب لكن العامل الحاسم في عدم انتشار الطلاق في الماضي ووصوله إلى ما نحن عليه اليوم هو أن النساء كن (يضبضبن) الأمور ويتصرفن بتوازن وحكمة.

لكنها تخلت عن الحاجة إلى الحكمة الزوجية فإن تلك المتاعب التي يسببها الرجل باتت سبباً كافياً لكي تقول المرأة(باي باي) وتخلع نفسها مستفيدة من الأجواء الثقافية والإعلامية السائدة في عالم اليوم والتي تروج للمرأة المستقلة المرأة القوية المرأة التي تستطيع مواجهة الحياة بمفردها وتحقق  فيها من الإنجازات ما قد لا يقوى عليه الرجل. الإحصائية الثانية تفيد بأن مساهمة النساء في قرارات الانفصال الزوجي تبلغ اليوم نحو ثلاثة أرباع حالات الطلاق الفعلي نتحدث عن مجتمعات تصل نسبة الطلاق فيها إلى خمسين في المئة نتحدث عن واقع تخلع فيه المرأة نفسها وعيالها وتنتقل بهم إلى مرحلة انتقالية من العيش بلا رجل ومن ثم تنضم المرأة مع أبنائها إلى رجل آخر ربما يحمل أبناءه من زواج سابق لقد تحولت مثل هذه الأسر المختلفة من الاستثناء إلى القاعدة.

الإحصائية الثالثة: أن النساء أكثر ميلاً للتعبير عن عدم السعادة بالعيش في ظل الحياة الزوجية والشكوى المعتادة في هذا السياق لم تعد مجرد شكوى بل غالباً ما تكون ممهدات لقرار مصيري ولطالما ألصقت صفة الشكوى بالمرأة فقد ظلت دائماً مادة للتندر من قبل الناس في المقابل شاعت صورة الرجل الذي يقابل تلك الشكوى بابتسامة تنم عن عدم رغبة في الرد والانسياق.

الإحصائية الرابعة: تتحمل النساء مسؤولية إطلاق الشرارة الأولى في ثمانين في المئة من النزاعات الزوجية بمختلف حدتها في كل مشكلة زوجية هناك من يبدأ ومن يرد واللافت للنظر أن الرجل أصبح أقل ميلاً إلى إشعال المشكلات الزوجية  وفي المقابل فإن اجتماع المرأة على أمر ما سرعان ما يتطور ليصل إلى إصرار على  خلق مشكلة ويتعين على الزوج أن ينجر إلى جدال من نوع ( الآن الآن وليس غداً).

الإحصائية الخامسة : أن نسبة النساء اللاتي ينتقدن أزواجهن أكبر من الرجال الذين ينتقدون نساءهم  سواء خلال الحوارات المباشرة أو غير المباشرة  لا للتطنيش: لا اعتراض على حق المرأة في الشكوى فمن المعروف أن مستجدات الزمن الراهن أضافت  إلى المرأة عبء العمل الخارجي فوق أعبائها التاريخية المتمثلة  في غدارة المنزل ومن هذا المنطق لابأس من الإقرار بحقها في التعبير عن الاستياء ومن هذه النقطة بالذات يتوجب توجيه النصح إلى الرجل كي لا يوصل الأمور إلى مالا يحمد عقباه. للرجل دور يجب أن يكون ذكياً في التعامل مع شكوى الزوجة.

ومن أسوأ الاستراتيجيات في هذا السياق استراتيجية  التطنيش  والأسوأ من التطنيش هو أن يأخذ الرجل الشكوى على أنها هجوم يستدعي التشرنق والدفاع عن الذات إن هذا الأمر يؤدي مع الوقت إلى تهتك خطوط الاتصال  الحيوية التي تستمد العلاقة الزوجية منها سبل الديمومة والود.

إن احتمالية الفشل والنجاح في أمور الزواج تعتمد على موقف الرجل من عدم رضا زوجته عن حياتها في ظل الزواج إن الوضع في الزيجات الناجحة هو الذي يتجنب فيه الرجل ردود الفعل السلبية على شكاوي زوجته هؤلاء الرجال يزيدون من احتمالات ديمومة الزواج بل وتعزيز القناعات الإيجابية لدى الطرف الآخر ذلك أنهم يقرون بتأثير الزوجة وبأن تذمرها ليس موجهاً إليه شخصياً وإنما هو نابع من اعتبارات محقة. هؤلاء الرجال يسارعون إلى حل المشكلة لا الهروب منها إلى منعطف الدفاع والهجوم الذي لا طائل منه.

فمسؤولية الرجال عن التهدئة لا تقود مباشرة إلى الاستنتاج بمسؤوليتهم عن ارتفاع نسب الطلاق لكن هي دعوة للرجال إلى تعزيز مهاراتهم الناشئة في ضبط النفس والتعلم من التجارب لتصحيح المسارات.

هذا نداء إلى رجل اليوم مفتاح الحرب ومفتاح السلام بيديك بمقدار ما هو بيد زوجتك كن حليماً واسع الصدر وتسلح بالاستعداد للإصغاء في كل وقت وبالتعامل بجدية تامة مع شكاوي زوجتك التي طالما عددتها بسيطة وغير ذات قيمة .

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار