العنف الصامت.. وسائل خفية ضد المرأة

الوحدة: 1-11-2020

 

مهما علا شأن المرأة ثقافياً واجتماعياً ووظيفياً يظلّ يطلق عليها (الحلقة الأضعف) والعنف الصامت عنف خفي تمارسه أغلبية الأزواج بحق الزوجات، حرب خلف الأبواب والنوافذ المغلقة نادراً ما تتم الإشارة إليها ولا عقوبة للجاني.

حول العنف الصامت بين الأزواج تقول السيدة ناهد: عندما يكون العنف جسدياً تثار حوله الكثير من الاحتجاجات والاعتراضات والدعوات لعدم السكوت وضرورة خروج المرأة المعنفة من دائرة الصمت وعدم الإصغاء للهمسات المقربة بالتزام الصمت والصبر للحفاظ على متانة بنيان العائلة وعدم تفكيكها، والرضى بلقب صابرة ومضحية ومتسامحة يحترمها محيطها الاجتماعي بدلاً من مطلقة تدور حولها التساؤلات والشبهات، فيعشن مكرهات خاضعات للعنف الصامت لا حول ولا قوة، ويشتد وقع الألم وتتسع الجروح وتطول فترة التئامها لتترك فيما بعد ندوباً وتشوهات نفسية يصعب علاجها، ولا تترك أدلة جسدية ولا عقوبة قانونية على ممارسي التسخيف والزجر والإهانة الكلامية وتجاهل مشاعر المرأة وتقليل قيمتها الجسدية والمعنوية ومطالبتها بأدوار متعددة تضاف إلى عملها الوظيفي خارج المنزل فتكبر مساحة الشرخ داخل النفس وتتعمق هوة الشعور بالدونية والنقص ويزداد الإرهاق النفسي فتصبح مشوهة معنوياً وروحياً.

السيدة سعاد تقول: لكل رجل أسلوبه الذي ينفرد به تسلطاً قد يلامس حدود القمع أو العنف الجسدي أحياناً، فبعضهم يدعون التطور على الملأ ويمارسونه سلوكاً اجتماعياً يترجمونه بكلمات منمقة، وعندما يثار الحديث والجدل حول المساواة بين المرأة والرجل يتبارون في تلميع صورهم الذكورية تجاه القضايا التأنيثية ويناضلون جهاراً للدفاع عن حقوق نون النسوة ويضربون الأمثلة الحية الوهمية التي تظهرهم كمؤمنين بالمساواة ويتفننون في إعلاء سقف الحقوق وتوسيع مساحة الحرية التي تصون الكرامة، لكنهم سرعان ما ينقلبون إلى أسياد بلا منازع عندما يتعلق الموضوع بزوجاتهم أو بناتهم وشقيقاتهم ويمارسون سلطتهم على حريم مملكتهم الأبوية.

ولكن لا يمكننا أن نصف جميع الرجال بأنهم مجحفون بحق المرأة فهناك من هو السند والمعيل والمدافع عن المرأة هذا ما لمسناه من السيد ماجد قائلاً: لا يمكننا أن نقدر حجم أتعاب المرأة ،ومدى قدرتها على تحمل المواقف والأزمات فهي أولاً وأخيراً الأم التي كانت سبب وجودنا في الحياة والأخت والصديقة الرقيقة التي نعيش برفقتها وسحر وجودها في شبابنا والزوجة التي تتم نصفنا الثاني ومعها نكمل مسيرة حياتنا وعلينا احترامها وتقديرها واعتبارها الأهم والأغلى في حياتنا ومحاربة من يتجرأ على التقليل من سرية وقدسية وجودها.

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار