ظنون…

الوحدة 29-10-2020

حسن الظن بالناس أو سوء الظن بهم نابع من طبيعة الإنسان صاحب الظن, فالشخص الطيب يرى الطبيعة وهي تغلف الكون و الشخص سيئ الظن يرى الشر حتى في الشجر و الحجر بل إن بعض هؤلاء و العياذ بالله يبلغ به سوء الظن مبلغاً  يجعله سيئ الظن حتى بالخالق سبحانه و تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ولايسيء الظن به سبحانه إلا شقي يائس من رحمته متقاعس عن طاعته .

وعلى الإنسان أن يحسن الظن بالناس على الجملة فأكثر الناس غرباء عنك لايعنيهم أمرك من قريب أو بعيد و هناك فقط الدائرة الضيقة المحيطة بك من أصدقاء و زملاء و من بين سكان هذه الدائرة يتجلى أو يتفارز الأصدقاء من الأعداء و هنا عليك أن تبدأ بحسن الظن به بالجميع إلا من اختبرت الأذى و الشر عن طريقه. فذلك من يمكن أن تسيء الظن به مع قناعتك التامة أنه لا يستطيع أن يضرك أو ينفعك كما أنه من حسن الأدب و من المنطق أن تحسن الظن بالجميع لأن الفطرة السليمة تتقضي ذلك خاصة مع أصدقائك المفترض أنهم يحبون لك الخير و يعملون عليه و يكرهون لك الأذى و يدفعونه عنك و إلا فإنه لن يصح في الإفهام شيء ذلك من المسلمات التي قامت عليها حركة الحياة

و هناك من الناس من يسيء الظن بشكل مرضي و الظن كما يقولون أكذب الحديث أكان ظنه خيراً أم ظنه شراً و لكنه في الشر أشد كذباً … كما أن بعض الظن إثم و لهذا على الإنسان أن يحاول جاهداً أن يحسن الظن بالآخرين و إذا رأى من صديق إعراضاً أو صدوداً فعليه أن يحاول إيجاد عذر له فإن لم يجده فعليه أن يظن أن له عذراً لا يعلمه و مع التسليم بأن المثاليات موجودة في فكر المصلحين و الفلاسفة فقط و أنه لا وجود على أرض الواقع فإن حسن الظن أو سوء الظن بالناس لا يقع في دائرة المثاليات بل هو سلوك عفوي بسيط ينم عن طبيعة الشخصية ويعاني أو  يعبر عن صاحبها تعبيراً سلوكياً مفاده أن صاحب الشخصية لا يعاني أوهاماً نفسية تجعله يتصور من الغير أموراً لم تصدر بعد فيطلق بموجبها أحكاماً مسبقة هي في الغالب أحكام خاطئة وغير واقعية .

و لهذا فإن الظنون يجب أن تبقى فقط في دائرة التفكير الذاتي للشخص و ألا يترجمها إلى سلوك لفظي أو حركي لأنه بذلك خاصة إذا كان ظنه سلبياً يظلم نفسه و يتجنى على الآخرين دون أي دليل غير سوء الظن و مثل هذا السلوك يجعل الإنسان يخسر أصدقاء ه و أن تخسر صديقاً في هذا الزمن يعتبر أمراً جللاً تحتاج فيه إلى من يعزيك.

 لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار