الواسطة… الفانوس السحري

الوحدة : 15-10-2020

دائماً كان علاء الدين رمزاً للكسل والاتكالية والاعتماد على الغير لتحقيق الأحلام ونيل الأمنيات دون أدنى جهد، فالمارد قادر على تحقيق المطالب متجاوزاً حدود الزمان والمكان وتواضع الإمكانيات واستحضار الأمنيات على بساط سحري وجعلها حقيقة واقعة.

الكسول ذو اليد القصيرة والخيال المقفول يراوده حلم الغنى وهو مستسلم لراحته يلعن الفقر ويشتم الجوع ويعد النجوم وهو ينتظر مارد الأحلام المستحيلة ليسقط عليه الثروة من السماء على طبق من ذهب شعاره أن الحياة حظ ومصادفة وانتهاز فرص، ولا للتعب والسعي والكد وسهر الليالي لطلب العلا ونيل التمني.

لكل فانوس سحري مارد يكون ذا خطوة وقادر على فتح الأبواب المغلقة و التوسط وتجاوز القوانين في أمور كثيرة وحرق المراحل والسلالم الوظيفية وقضاء حاجات أصحاب الواسطات على حساب مواطن آخر يلتزم بالقانون والنظام والدور واقتناص مقعد إنسان يستحق وتجييره لصالح إنسان آخر غير مؤهل دون أدنى جهد.

الفساد ينخر في مفاصل كثيرة من القطاع العام وهو عدو حقيقي للمواطن والوطن ويلعب دوراً سلبياً في زعزعة أمن المجتمع واستقراره ولا يقل خطورة عن الإرهاب وتجار الأزمات والحروب وتأتي الواسطة لتزيد الأعباء على المواطن العادي الذي عليه أن يتأقلم مع الواقع الصعب والاختناقات في أغلب متطلبات الحياة اليومية وصعوبة تأمين الخدمات الأساسية، وما يؤلم حصول تجاوزات وواسطات وتوصيات أمام الجميع وتوليد الحيف والاستهجان والغضب واليأس ما بين شخصين يحمل توصية من أحد ما ومواطن مسكيين ينتظر الساعات الطوال بالدور وفي مختلف  الظروف الجوية وما عليه سوى الرضوخ والقبو ل بالأمر الواقع والعودة أدراجه إلى منزله خاسراً يركل حجارة الطريق ويقاتل ذباب وجهه يا كباه يا تعساه.

بشكل فج وعلى الملأ ولا تنم عن ذوق أو تحلّ بالمسؤولية في المؤسسات والمشافي والأفران ومحطات الوقود وغيرها، وهي عامل محبط للنفوس ومثبط للجهود، ولابد من تفعيل القوانين ومحاسبة من يتجاوزها واجتثاث الفساد وضرب هيكله العظمي والهرمي من الأعلى إلى الأسفل.

نتمنى على إداراتنا بتر هذه الأغصان المريضة كي لا تصبح التوصيات أو الواسطة سلوكاً عاماً في مؤسساتنا وخاصة الخدمية منها… فمن الذي سيقف إلى جانب المواطن البسيط الذي لا يملك المال ولا الواسطة والجاه  ولا الدعم المعرفي من قبل أحد المتنفذين…؟!.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار