بالوعي الاجتماعي والبيئي نغرس القيم الخضراء عند أطفالنا

الوحدة : 14-10-2020

تبرز البيئة وأهمية الحفاظ عليها ، كإحدى القضايا الأساسية في العالم . فقد جاء في بيان الأمم المتحدة وميثاقها أن : الأرض هي التي تمدنا بالحياة وأدوات البقاء. والاهتمام بها وبالبيئة التي تحيط بنا هو اعتراف بالمسؤولية الجماعية ، من خلال الدعوة إلى الوئام مع الطبيعة والأرض بما يسهم في تحقيق التوازن المنصف بين الحاجات البيئية والاجتماعية والاقتصادية للأجيال في الحاضر والمستقبل.

وانطلاقاً من هذا المفهوم فقد ظهر مصطلح – التربية البيئية – التي تهدف إلى إكساب الإنسان وخصوصاً الأطفال المعارف والمهارات من خلال معايشة البيئة وتلمس مشكلاتها، وإكسابهم السلوكيات المرجوة تجاه البيئة. وكان مفتاح التغيير هو الوعي البيئي حول قضاياها ومشاكلها ومن ثم التعليم الموجه للأطفال ، لذا فإنه من الضروري تحقيق التوازن ما بين الأسرة والمدرسة في توجيه الأطفال لغرس القيم البيئية في سلوكهم وتصرفاتهم من خلال القيام بالممارسات السليمة اليومية التي تمثل منهاجاً من شأنه الحفاظ على البيئة التي تمدنا بمقومات الحياة.. ويبقى السؤال كيف يمكننا تنشئة جيل قادر على تحمل المسؤولية الكاملة لمواجهة القضايا البيئية ؟ وهل تتحمل الأسرة كامل العبء في التوعية البيئية للأطفال بمعزل عن دور المدرسة ؟ المعروف أن عمل المدرسة جنباً لجنب مع البيت يعطي ثماره لبناء الجيل المنشود الذي يمتلك العادات والقيم الإنسانية في التعامل مع البيئة وأيضاً صنع القرارات الإيجابية في التصدي لقضايا بيئية حساسة نتيجة حسهم ووعيهم البيئي الذي غرسته فيهم الأسرة والمدرسة على حد سواء . وتبقى حماية البيئة والحفاظ عليها واجب على كل إنسان يعيش على هذا الكوكب، مهما كان عمره أو نوعه أو جنسيته وثقافته، بالتالي يجب على كل أب وأم تحفيز الأطفال للحفاظ على البيئة وحمايتها وغرس هذه القيم بداخلهم ، إيماناً منا بأهمية هذا الأمر وضرورته التي باتت ملحة الآن أكثر من أي وقت مضى، ولتحقيق هدفنا المشترك في استعادة ورعاية وحماية العالم الطبيعي فإنه من المهم التوجه للأطفال وتعليمهم بدءاً من الأسرة وتثقيفهم من أجل التفاعل مع المدرسة بتقديم سلوك سليم مع البيئة متمثلاً المشاركة في الفعاليات التي تنظمها المدرسة , ودمج الطفل في نشاطات بيئية صفية أو مهرجانات ومسابقات داخل المدرسة و خارجها مع أقرانه التلاميذ . فكيف يمكن تحقيق ذلك ؟ من الناحية التربوية يحتاج الطفل إلى تعلم كل ما يتعلق ببيئته، لأن حياته تتوقف على هذه البيئة وتعتمد عليها، ويمكن أن يتم هذا التعليم من خلال الأنشطة المتنوعة التي تساعد الطفل على فهم بيئته. و للأسرة دور كبير في توعية الأطفال وتعليمهم حسن التكيف مع الحياة بالأسلوب الأمثل والصحيح الذي يحقق جيل يافع واع يمتلك الشعور بالمسؤولية تجاه قضايا البيئة ومشاكلها القائمة . ويبقى للقول : أن مراعاة الإنسان المحافظة على البيئة – من خلال سلوكه اليومي و اتباعه نهجاً حياتياً تكون من أولوياته فيه الحفاظ على البيئة – قد يساهم في التخفيف من الأضرار البيئية . وعلينا الاعتراف أولًا، بما أنّ الأرض هي بيتنا الكبير فعلينا أن نجعل كل جهودنا تصب في سبيل المحافظة عليها ، فالتغيير يبدأ بخطوة صغيرة نحو الأمام، ومن هنا نقول بأن مراعاة الفرد في مجتمعه لأهمية المحافظة على صحة البيئة تشكل اعترافاً منه بأحقية الآخرين بأن يشاركوه الحياة على كوكب الأرض مما يؤدي إلى وجود عامل كبير في التخفيف من الآثار البيئية ويجعل حياتنا أجمل وأفضل على كوكبنا الواسع .

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار