هل بإمكاننا أن نغير من طريقة تفكيرنا؟

الوحدة 8 – 10 – 2020

هل بوسعنا أن نتحكم في الأفكار التي تدور في العقل، نلفظ السلبية منه ونحتفظ بالإيجابية ؟

يؤكد علماء النفس إمكان ذلك… من السهل بمكان أن تلوم الآخر على أي أذى قد يسببه لنا لكنني أعتقد أن للوم هو أسهل الأشياء وغن السماح هو أصعبها صعب لكنه ممكن لأن من الخطأ بمكان ان نحاكم الآخر بمقاييسنا نحن خاصة لو كنا هذا النوع من البشر الذي لا يفتأ يشتغل على ذاته طوال الوقت يراقبها ويقيم ردود أفعالها ويقوّم فيها ما يراه من اعوجاج لكن الآخر ليس بالضرورة على القدر نفسه من الفهم لذلته ولدوافع أفعاله للآخر تاريخ مختلف وتركيبه لا تتطابق مع تركيباتنا وكم من البشر الطيبين جرحونا!

عودة إلى تغيير تركيبة العقل ينصح بالتخيل الإيجابي أي أن نمارس بوعي تخيل مواقف تنتهي لمصلحتنا وأن يتزامن مع هذا التخيل استخدام الكلمات والعبارات الإيجابية وتصحيح أنفسنا كلما انزلقنا إلى استخدام عبارات من نوع (الحياة سيئة وغير منطقية ) (والبشر أنانيون وأغبياء)

تعلمت هذا الدرس من صديقة لي كانت قد قالت لا تستخدمي كلمة تلتصق بك وتتحول إلى قدرك فوعيت من يومها ألا أستخدم إلا الطيب من الكلمات ينصحوننا أيضاً باستقبال يومنا بابتسامة ومراقبة أنفسنا لو فقدناها على مدار اليوم الصعب ويتزامن مع هذه الأساليب دفع الأفكار السلبية بعيداً كلما عبرت على عقولنا (سينسى زوجي عيد ميلادي) (لن يقدرني رئيسي في العمل) (سأتأخر عن تسليم العمل المطلوب)

كلما عبرت على رؤوسنا فكرة من هذا النوع فلندفعها بعيداً بوعي ولنستبدل بها نقيضها الحلو.

هل الأمر سهل بالتأكيد لا، لأننا نغير من البيئة التحمية  للعقل نلصق به عادات جديدة لكن بإمكاننا أن نتصور في عقلنا ما هو إلا طفل لنا نربيه ونهذبه نعلمه الكلام الحلو والابتسامة في وجه الغرباء. وتوقع طيبة الحياة.

في إطار هدم تركيبة وبناء أخرى جديدة من الأهمية بمكان أن نحتفظ بكراسة مذكرات شخصية ومن المفيد أن نكتب الموقف الصعب الذي نمر به الكتابة تفسح مسافة بيننا وبين المواقف مسافة تسمح بالتأمل الهادئ والتقييم البعيد عن الانفعال الوقتي حين يعمينا الغضب أو المرارة والإحباط عن أي شيء جميل قد ينتج عن الأزمة.

كما أن جزءاً أساسياً من إعادة بناء العقل هو أن نسامح أنفسنا كثيراً ما تجرنا دوائر لوم الذات على أخطاء حدثت إلى دوائر أخرى.

ونظل نلف وندور في إطار أننا (أغبياء) ولم نحسن التصرف ولا نتعلم من أخطائنا.

لكن هناك نمطاً بديلاً لهذا النوع من التفكير وهو أن ندرك أن لا أحد بلا خطأ ولكن علينا أن نفهم بتعقل دوافعنا وأن نؤكد لأنفسنا أن الخطأ هو خير مرشد لنا وأن بإمكاننا دوماً أن نقوم من عثرتنا ونغير من مسيرة الأشياء.

طريق تغيير العقل ليس سهلاً إنه أشبه بأن تستبدل بنفسك نفساً جديدة لكن في حال نجاحنا بإمكاننا أن نقول عندئذٍ إننا لم نعد شيئاً تتقاذفه أمواج الحياة بل إننا (بشر) نشارك في منح الحياة لونها الأخضر.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار