بين مفهومي الجرأة والوقاحة لدى تربية الطفل

الوحدة : 4-10-2020

مع تربية الأطفال لابد من أن نضيع بين كلمتين، ونحار في التفريق فيما بينهما، إنهما الجرأة لدى الطفل ووقاحته، ونتساءل في بعض المواقف، هل هذا الطفل جريء أم وقح؟

وعن هذا الموضوع ارتأينا أن نستشير بعض المهتمين بمجال التربية، كي نستفيد من آرائهم…

المرشدة التربوية، السيدة مرام تقول: إن الجرأة هي أن يكون الطفل واثقاً بنفسه، رافضاً لأي إهانة، أن يكون قادراً على مقاومة أصدقائه المتنمرين، إضافة إلى تمكنه من التكيّف مع الظروف المحيطة، الطفل الجريء هو الذي يمتلك الإتيكيت الاجتماعي، وذلك من خلال مبادرته في السلام على من هم أكبر منه سناً، ومحادثتهم بطريقة مهذبة، أما الوقاحة فهي تتحدد حين يكون الطفل عدائياً، ويقوم أسلوبه على استخدام الشتائم، وعدم احترام من هم أكبر منه سناً.

والمرشدة التربوية، السيدة سناء تقول: علينا أن نعرف قبل أي شيء كيف نعزز الثقة في نفوس أطفالنا، دون أن نجعلهم يتخذون المسار السلبي في تعاملهم مع سواهم، ويجب أن يتنبه أولياء الأمور إلى أنهم لابد من أن يكونوا القدوة الحسنة كي يسترشد أطفالهم بهم، فالطفل لا يحب الكلام إنما يحب المواقف، فحين يرى كيف يحترم أباه الكبار، فإن هذا الطفل سيتعلم بطريقة تلقائية أسلوب الاحترام، وكيفية تطبيقه، وهكذا بالنسبة إلى كل القيم والمفاهيم.

والسيدة لميس تقول: هناك شعرة واحدة بين الجرأة والوقاحة، وإن الطفل عادة ما يكون صورة لمحيطه لأبويه لأصدقائه، إنه يحب أن يقلّد أي أمر، لذا علينا أن نحرص على إحاطته بالمثاليات، أي أننا ينبغي أن نتجنب التلفُّظ بالشتائم والكلمات النابية، وعلينا أن نكون متنبهين إلى كل تصرُّف يصدر عنا، لأن أي فعل ينتقل إلى مخيلة الطفل بصورة سريعة وتلقائية، ومخيلة الطفل من طبعها أن تختزن كل أمر بغية التقليد والمحاكاة، وهنا أريد أن أشير إلى أن قلة الاهتمام بالابن يمكن أن تجعل منه فرداً وقحاً غير مرغوب به في المجتمع، لأن الابن في هذه الحال يريد أن يلفت الأنظار بأي طريقة ليثبت بأنه موجود.

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار